أخي المواطن أنت غشاش وسرّاق وفاسد!!.

قد لا يمضي يوم إلاّ ونسمع أو نقرأ فيه عن غذاء مسموم، أو دواء مقلّد أو فاسد. يخرّب علينا حياتنا وينغص عيشنا.. خاصة وأن أعراسنا لا بُدَّ أن يدخلها الحلو، والمشروبات الغازية، مثلما أن مرضانا الأطفال والشيوخ يتناولون الدواء المرتفع الثمن.. ويكون غير صالح للاستعمال، أو أنه غير مفيد!!.
يحدث مثل الغذاء المسمم والفاسد، والدواء المنتهي الصلاحية أو المقلّد في كل بلاد العالم، لكن ما يجري في بلدنا أكثر من العادي،.. بل ويكاد أن يكون ظاهرة تتكرر يومياً.. رغم جهود دوائر الغذاء والدواء... وتفتيش وزارة الصحة وأمانة عمان. الأمر الذي يستدعي الوقوف عند أمرين:.
1- أن تكون الرقابة غير جدية. ومتعددة الأطراف وأن يكون العقاب غير جدي وغير رادع.
2- أن تكون أخلاقيات الناس في بلدنا قد انحدرت إلى حدَّ أصبح معه الوازع الديني أو الوطني أو الإنساني أقل من شراهة الناس للمال الحرام. الأمر الذي يستدعي دراسة أعمق من مجرد عجالة صحفية، ويستدعي بالتالي إجراءً بالغ العنف، وجذرياً وحاسماً.
نحن متأكدون أن التفتيش العشوائي لمراقبي الصحة أو الأمانة أو وزارة الصحة أو مؤسسة الغذاء والدواء لم يعد كافياً، فللغذاء والدواء مصادره المستورد منه والمصنوع محلياً. وهو منتج يخرج من المصنع ويدخل من الحدود، وهنا يجب أن تبدأ الرقابة الحقيقية. لماذا تمرر مصانع المياه الغازية منتجاً غير صالح للاستهلاك؟!. ولماذا لا تتم عقوبته بالتشهير به.. طالما أن رؤوسنا تصدّعت من دعاياته في التلفزيونات والإذاعات؟؟.
لماذا ما تزال بياناتنا الأمنية والصحفية تتحدث عن ''مياه غازية'' ولا نقول أي مياه؟!. تماماً مثل المجرم (هـ.ط.ن)، أو إحدى الصيدليات، أو أحد مصانع الحلويات، ولا نسمي المجرم باسمه والصيدلية باسمها والمصنع باسمه؟؟.
ما زلنا حتى الآن نمسك بالمواطن الخارج على القانون بالقطن، ونعتذر منه على جريمته. ونبحث له عن أسباب مخففة، ثم نشكو وما تزال الدولة لا تعترف بأن الطعام الفاسد والشراب الفاسد والدواء الفاسد جنحة لا تستوجب العقوبة!!.
أيام كنا أطفالاً كنّا نشهد أمام الجامع الحسيني الكبير.. رجلاً على رأسه كرشة وامعاء ورأس خروف، والشرطة تدور به في الشارع. وكنا نحن أولاد الفلاّحين ندهش لهذا المشهد فيقول لنا الكبار: هذا سرّاق، سرق الخروف، والشرطة تشهّر به، وتعرف الناس عليه بعد أن تكررت سرقاته!!.
ترى لماذا لا نرى صاحب مصنع المياه الغازية يجري في شوارع عمان وقد تعلقت علب المياه في آذانه ورقبته؟!. ولماذا لا نرى الكنافة الفاسدة على رأس صانعها.. جزاء وفاقا طالما أنه يقيم القصور ومن وراء الغش ويسوق السيارات الفارهة؟!.