ثقافة الوتر

أنا أذهب دوماً لحضور فعاليات مهرجان الأردن.. على الأقل هناك لا تسمع هتافات عنصرية، ولا (.....أختك يا حكم)... وأيضاً من المستحيل أن تجد بيانات للاتحاد الأردني لكرة القدم.
لا يوجد خصوم.. هل من الممكن مثلاً أن ينقسم جمهور محمد عبده إلى مع وضدّ الكل مع محمد عبده، ومن المستحيل أن يقوم أحدهم برشق عازف الكمان بالحجارة وأيضاً لا يوجد مجال لتدخل قوات الدرك.
في ثقافة الوتر يجتمع الشرقي والغربي والشمالي والجنوبي على اللحن بالمقابل في ثقافة القدم تظهر لدينا اختلافات ونعرات وصراعات.. المسؤولية الأولى تقع على الهيئات التي غالباً ما تعالج الأمر بالبيانات والعقوبات ماذا مثلاً لو تم توزيع منشور مجاني على كل المشجعين قبل المباراة يدعوهم فيها للالتزام بقواعد التشجيع النظيف.... ماذا مثلا لو تم تشغيل اغنية وطنية تعلو على أي هتاف عنصري.. وهذا امر متبع في كل دول العالم فحين تعلو الهتافات العنصرية.. ترتفع مكبرات الصوت في الاستاد لقطع هذه الظواهر.
على كل حال ثقافة الوتر جامعة وثقافة الشعر جامعة وثقافة المنسف جامعة.. ايضا.. الا رياضة القدم، فقد صارت في الفترة الاخيرة تثير الاسئلة اكثر مما تمنح المتعة.
ونحن في الغالب نتحدث عنها دون ان نقدم حلولا او مقترحات اطالب دمج الدوري بمهرجان الاردن.. اطالب بمباراة بين الفيصلي والوحدات يرعاها صبري ربيحات... ويكون الحكم فيها (محمد عبده) كما اطالب بحضور نسائي.. سيخجل البعض حينها من أي هتاف عنصري فالكحل والحاجب يجمع ايضا ولا يفرق.
نحتاج لثقافة الوتر اكثر من رياضة القدم.
hadimajali@hotmail.com