تسديدة «المراقب العام» للاخوان المسلمين

تم نشره الأربعاء 22nd تمّوز / يوليو 2009 01:23 صباحاً
تسديدة «المراقب العام»  للاخوان المسلمين
ماهر ابو طير

مع احترامي الشديد لجماعة الاخوان المسلمين فان المراقب العام اخطأ باعتراضه ، على تسوية المبالغ المالية ما بين جمعية المركز الاسلامي الخيرية ، والسلطة الوطنية الفلسطينية ، مقابل علاج مرضى.

يقول المراقب العام ان هذه اموال وقفية ، ولا يجوز التنازل عن اي جزء منها ، ورأيه يبدو صحيحا ، من حيث المبدأ ، في حين يرد رئيس الهيئة الادارية المؤقتة للجمعية الدكتور سلمان البدور بأن المبالغ المترتبة على مرضى الضفة الغربية تصل الى مليون واربعمائة الف دينار ، في حين ان التسوية أدت الى الحصول الى مبلغ سبعمائة واربعين الف دينار ، أي كلفة العلاج فقط ، مقابل التسديد ، والبدور هنا يخفف عن مرضى الضفة الغربية ، بتسوية الحساب العالق ، ويفتح الباب لاي معالجات جديدة ، كما انه يراعي وضع السلطة المفلس ، في حين ان التسوية لا تخالف اصول العمل الخيري ، الذي قامت عليه جمعية المركز الاسلامي الخيرية ، فلا تنازل عن اموال وقفية ، ولا يختلف الامر عن مضمون التبرع بنصف المبلغ للمرضى ، عمليا ، وهو هنا يتفق مع اسس العمل الخيري الذي قامت عليه الجمعية.

قضية تتعلق بالعمل الخيري وعلاج المرضى القادمين من الضفة الغربية ، لا يجوز ان تخضع لاي حسابات سياسية ، من حيث مناكفة الادارة المؤقتة للجمعية ، واظهارها بصورة من يبدد الاموال ، وقد طالبت مرارا برد الجمعية الى جماعة الاخوان المسلمين ، لانها نتاج تعبهم وسهرهم وسنوات كدهم ، حتى لا نبخس الجماعة حقها ، ونمس انجازها المشهود عبر عقود ، في حين ان الامساك بتلابيب هذه القصة لم يكن موفقا من جانب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين ، اذ ان الادارة المؤقتة للجمعية فعلت خيرا بتسوية الحسابات ، لانها خففت عن المرضى ، من جهة ، وجددت امكانية التعاون مع اي مرضى جدد ، وأمنت سيولة نقدية للجمعية قد لا تكون متوفرة في حالات اخرى نعرفها لمستشفيات اردنية تطالب السلطة بعشرات الملايين ، ولم تحصل على قرش منها ، حتى يومنا هذا ، مما ادى الى وقف استقبال مرضى الضفة الغربية ، نهائيا.

الادارة المؤقتة لجمعية المركز الاسلامي لم تخفف في قرارها هذا ، عن قيادة السلطة او حركة فتح ، ايضا ، التي تواجه عداوة في فلسطين مع حركة حماس ، حتى لا يبدو ما خلف الكلام وكأن الادارة المؤقتة تخفف عن جماعة اوسلو في وجه الاسلاميين ، وهذا تصغير للقضية ، فالتخفيف في نهاية المطاف هو عن مرضى الضفة الغربية ، والمريض يبقى مريضا ، ايا كان اتجاهه السياسي ، هذا من جهة ، كما ان الجمعية لم تفرط في اموال وقفية ، لانها كمن تبرع بهذا المبلغ المخصوم ، للمرضى وعائلاتهم ، متسقة مع دورها في مساعدة الناس.

شكرا للمراقب العام على غيرته التي لا نشك فيها ، غير ان تسديدته لم تنجح هذه المرة.

m.tair@addustour.com.jo



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات