التوظيف اللئيم لأحداث مباراة الفيصلي والوحدات

تم نشره السبت 25 تمّوز / يوليو 2009 01:35 مساءً
التوظيف اللئيم لأحداث مباراة الفيصلي والوحدات
فهد الخيطان

تتملكني الدهشة عندما اراقب زملاء في العمل او اصدقاء يتابعون باهتمام شديد مباراة لكرة القدم في الدوري المحلي واتساءل في نفسي كيف لعشاق هذه اللعبة الجميلة ان يضيّعوا وقتهم في متابعة شوطين من مباراة تفتقر لأي متعة في اللعب مقارنة مع مباريات الفرق العالمية التي تتميز بالاحتراف والسحر والامتاع.

لن ادخل في سجال حول هذه الاشكالية الرياضية لانها من اختصاص الزملاء في الاعلام الرياضي. إلا ان الحوادث التي رافقت مباراة فريقي الوحدات والفيصلي الأسبوع الفائت هي التي دفعت بنا للاقتراب من عالم الملاعب. فقد وفرت الاحداث المؤسفة التي صاحبت المباراة فرصة لدراسة وفهم السلوك الاجتماعي لجمهور المشجعين لهذا الفريق او ذاك وما ينطوي عليه من دلالات سياسية واجتماعية فرضتها التركيبة الديمغرافية للمجتمع.

لا يستطيع المرء ان يتخيل هذه الروح العدائية بين جمهور الفريق ولم نتوقع ان نسمع مثل هذه الهتافات المسيئة التي طالت اقدس ما في وجدان الاردنيين والفلسطينيين. يقول العارفون في عالم الرياضة انها موجودة من قبل, غير ان النقل التلفزيوني المباشر وابرازها على الشاشات هو الذي كشف مدى خطورتها وساهم في ترويجها على نطاق واسع.

بيد ان الأسوأ مما قيل في المدرجات هو الطريقة التي جرى فيها التعامل مع الظاهرة فعوضا عن التحرك لاحتواء هذه التصرفات المقرفة ومحاصرتها وتطويق آثارها سعى تيار متعصب الى توظيفها لاغراض سياسية وشخصية. فلم يكتف هؤلاء ببيانات التنديد ولجان التحقيق التي تشكلت وانما عمدوا الى نقل المشكلة من المدرجات الى قبة البرلمان ووسائل الاعلام ومارسوا ضغطا نفسيا واعلاميا على الطرف الآخر بهدف استفزازه لتوسيع نطاق المواجهة وتوظيفها لمكاسب سياسية فئوية غير عابئين بالاضرار التي ستلحق بالوحدة الوطنية الاردنية.

ان اقدم حفنة قليلة من الاشخاص الساقطين على الأساءة لرموز مقدسة بالنسبة لكل اردني لا يجوز بأي حال من الأحوال ان تدفعنا الى التعميم. فمهما بلغت التجاذبات الداخلية حدة وسخونة الا انها لم ولن تصل في أي لحظة الى المس بثوابت الاردنيين التي ترتقي الى مستوى العقيدة.

نعرف جميعا هوية جمهور الفيصلي وجمهور الوحدات لكن ينبغي في كل الأحوال ان تبقى هويات رياضية لا تخرج في تعريفها عن نطاق المدرجات وعندما تقع الأساءة من أي طرف فليس من مصلحة احد ان يحملها الى منابر السياسة والاعلام كما حصل مع الأسف.0




مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات