مواجهات التوجيهي المسلحة

ليس غريبا ان نسمع اشقاء عراقيين وهم يصفون اجواء فرحنا بنتائج الثانوية العامة، انه لا يختلف عن ماجرى في بغداد عام 1998.
فالعيارات التي توالت ''فرحا'' بالمناسبة، اسقطت الاربعاء الماضي عشرة جرحى. ولولا الاحترازات المسبقة التي اتخذها عدد كبير من المواطنين لحين انتهاء ''مواجهات التوجيهي المسلحة''، لكانت حصيلة الضحايا اكبر من ذلك بكثير.
ما جرى يوم اعلان نتائج التوجيهي، يؤكد ان هناك خللا في معادلة امتحان الثانوية العامة التعليمية والنفسية والاجتماعية. والواضح ان اطلاق العيارات النارية ومواكب الافراح ''المميتة'' ليس تعبيرا عن فرح بقدر ما هو تعبير عن خلاص من ''فوبيا التوجيهي'' وتداعياتها التي تفرض على الاسر اعلان حالة الطوارئ لعام كامل.
وعند التدقيق بالمشهد العام للحالة، نجد ان الذين يمارسوا هذا السلوك ''المرعب''، اغلبهم اباء او اشقاء لممتحنين، حقق افضلهم معدلا لم يتجاوز السبعينات. ولذلك فان فقدان رسائل الامن العام التحذيرية ودعوات ''ضبط النفس'' تأثيرها في ذلك اليوم، ليس تحديا بقدر ما هو تعبير عن اعلان لانتهاء تلك ''الفوبيا''.
وامام هذه اللوحة الاجتماعية المضطربة، وما دمنا نتحدث عن آليات تقضي على ظاهرة اطلاق العيارات النارية ومواكب الفرح غير القانونية، فالمقام لا يحتمل الحديث عن اجراءات ذات الوان رمادية. فاما ان يعاد النظر في طبيعة امتحان الثانونة العامة لانهاء اسباب الفوبيا التي يخلفها عند الاباء و الطلبة. واما ان تكون عقوبة من يرتكب هذه المخالفات بحرمان كل ''طالب'' يطلق ذويه العيارات النارية من التسجيل في الجامعة لمدة عام.