«الوديعة» مرة أخرى !!
لقد تسلم بعض القادة العرب قبل أيام رسائل من الرئيس باراك أوباما بهذا الخصوص وهناك مساع متواصلة في هذا الإتجاه والمتوقع أن يتبلور شيء واضح في أقرب فترة ممكنة فالمعلومات المتداولة على نطاق ضيق تشير إلى أن هناك استجابة عربية مشجعة لما تريده واشنطن مع ضرورة الأخذ بعين الإعتبار ألا تكون الخطوات '' التطبيعية '' المطلوبة حتى وإن كانت رمزية مجانية وبلا مقابل .
ولذلك فإن المتوقع بل المؤكد أن تتفق بعض الدول العربية التي لديها القناعة بالنسبة لهذا الأمر والتي لديها الاستعداد لاتخاذ خطوات التطبيع الرمزية التي تريدها واشنطن على وضع '' وديعة '' بهذا الخصوص لدى الرئيس باراك أوباما مقابل أن يضع الإسرائيليون مثل هذه الوديعة بين يدي الرئيس الأميركي وبحيث يلجأ الأميركيون إلى المطالبة بتنفيذ هاتين الوديعتين في اللحظة المناسبة .
وهنا ومرة أخرى فإنه على العرب الذين لديهم الاستعداد لاتخاذ خطوات التطبيع الرمزي المطلوبة هذه والعرب الذين يفضلون البقاء بعيدا عن هذه المسألة إلى أن تصبح الأمور أكثر وضوحا أن يدركوا حجم الضغوط التي يتعرض لها الرئيس الأميركي من قبل مجموعات الضغط الإسرائيلية في أميركا والتي كما هو واضح غدت تحقق بعض النجاح داخل الكونغرس الأميركي وداخل مراكز صنع القرار في الولايات المتحدة .
هناك الآن صراع إرادات في ذروة الاحتدام ولهذا فإن عامل الوقت بينما يجري كل هذا السباق المحموم في غاية الأهمية مما يقتضي أن تكون الحركة العربية متناغمة مع كل هذا الذي يجري ويقتضي أيضا أن يكون هناك تنسيق عربي ولو في الحدود الدنيا .
لا يجوز أن يجري كل هذا الذي يجري والعرب يتخذون هذا الموقف الذي لا يمكن ترجمته إلا على أنه في النهاية يصب الحب في طاحونة اليمين الإسرائيلي .. إنه لابد من أن يكون هناك تحرك عربي مدروس ومتفق عليه وإنه لابد من أن يكون هناك توزيع أدوار وأن تكون هذه الأدوار مكملة لبعضها بعضا .
غير ضروري أن تكون هذه خطوات التطبيع الرمزي هذه المطلوبة باسم الجامعة العربية لكن المطلوب أن يكون هناك اجتماع عاجل على مستوى وزراء الخارجية العرب على غرار الإجتماع الذي جرى قبل فترة لإتخاذ موقف إن ليس موحدا فمتناسقا ومتناغما مع كل هذه التحركات الجارية وهي تحركات جادة وستصبح أكثر جدية كلما اقترب موعد إطلاق الرئيس باراك أوباما لمبادرته أو خطته الشرق أوسطية المنتظرة .