نيران اسرائيلية على الحدود الاردنية

الاخطر من احراق الاعشاب اليابسة اشعال الحرائق السياسية
------------------------------
لا يطلب الاردن الشيء الكثير ولا يضع شروطا تعجيزية, كل ما يريده من الجانب الاسرائيلي هو ان يبلغه مسبقا بموعد اشعال الحريق على الحدود ليتمكن من اتخاذ الاجراءات الاحترازية لمنع امتداد النيران الى الاراضي الاردنية.
يركن الاردن في علاقته مع اسرائيل على رزم من ملاحق معاهدة وادي عربة التي تنظم ادق التفاصيل في العلاقات بين الطرفين.
لم يعد باستطاعتنا ان نحصي حجم التجاوزات التي ارتكبتها اسرائيل بحق الاردن منذ توقيع المعاهدة, المؤشر العام للانتهاكات الاسرائيلية في تصاعد مستمر اذ لا يخلو ملف ثنائي من تجاوزات على الحقوق الاردنية في المياه, والزراعة والاقتصاد والاهم من هذا وذاك في السياسة والامن الوطني, ولا حاجة للتذكير بأمثلة محسوسة ماثلة للعيان. باختصار يمكن القول بعد مرور 15 سنة على توقيع معاهدة وادي عربة انها سلسلة من الاختراقات والتجاوزات ضد المصالح الاردنية. واسرائيل لم تكترث يوما الا بما يهم مصالحها الامنية والسياسية والاقتصادية في المعاهدة.
في احيان كثيرة اشعر ان الجانب الاسرائيلي لا يأخذ على محمل الجد احتجاجنا وتصريحات مسؤولينا المستنكرة لافعالهم ومواقفهم وان تكرموا في الرد تأتي اجوبتهم استعراضية او مستهترة.
وفي كل قضية خلافية تنشأ ينجح الاسرائيليون دائما في جرنا الى تفاصيل ثانوية نتوه بها عن الموضوع الرئيسي, في قضية تلوث مياه نهر اليرموك ادخلنا الاسرائيليون في جدل داخلي حول مصدر التلوث هل هو مياه عادمة ام مخلفات برك الاسماك. وفي مسألة الحرائق الحدودية صار السؤال مَن الطرف الاسرائيلي المعني في التنسيق اهو وزارة الزراعة ام وزارة الداخلية الاسرائيلية.. وهكذا ندور في حلقة مفرغة بينما النيران تشتعل وتتجدد.
التفاصيل ليست مهمة والجدل على قيمة التعويض تظل في مجملها قضايا ثانوية وفنية. الاهم ان اسرائيل لن تتوقف عن سياسة اشعال الحرائق على الحدود وخلفها. لو اقتصر الامر على حرائق الاعشاب الجافة لهانت المسألة, لكن اسرائيل لن تتورع عن اشعال حرائق سياسية وتصريحات رموزها وبعض قادتها تبدو مثل شرار يقدح ممهدا لحرائق قادمة تستهدف انهاك الساحة الاردنية واشغالها على مدار الوقت في اطفاء النيران الداخلية, فثمة حرائق توقد نيران الفتنة وتشعل العلاقات الداخلية بمشاريع تصفوية واخرى خارجية تلفح وجوه الاردنيين.
اسرائيل لن تنسق مسبقا مع سعيد المصري او رائد ابو السعود وغيرهما من الوزراء الطيبين عندما تشرع بمثل هذا النوع من الحرائق تماما مثلما فعلت عندما حاولت اغتيال خالد مشعل في عمان من دون اي اعتبار للتنسيق الامني.