فتح وخياراتها المحدودة !

تم نشره الأربعاء 05 آب / أغسطس 2009 04:52 صباحاً
فتح وخياراتها المحدودة !
طارق مصاروة

لم تكن فتح بحاجة إلى فلسفة عقائدية تجمع جماهيرها على نهج اجتماعي/اقتصادي كالماركسية أو الاشتراكية أو الرأسمالية. فقد كان همها كحركة تحرير وطنية هو إعادة فلسطين الى موقعها على الخارطة أولا، وإعادة الهوية النضالية إليه.. وسط استقطاب قومي عربي، وإسلاموي، وماركسي، ووسط استقطاب دولي جزأ المنطقة إلى تقدميين ورجعيين.. مع الغرب أو مع الشرق!!.

كانت دعوة فتح بسيطة: إعادة فلسطين إلى الوجود، وإعادة الهوية إلى الفلسطيني. ولذلك وجد الناس كلهم أنفسهم في فتح،.. كل الطبقات وكل الطوائف وكل المدارس القومية والإسلاموية والماركسية.. والجميع!!.

وحين أقيمت منظمة التحرير فان مجلسها الوطني كان يضم وجوها معروفة ، وافتتح مجلسها الوطني الاول الملك حسين رحمه الله ..

بعد احتلال الضفة وغزة، وهزيمة الجميع وجدت فتح انها الشرعية الحقيقية.. فصادرت منظمة التحرير وجعلت من شرعية المقاومة كيانيتها السياسية. لكنها لم تمنع الأحزاب السياسية العربية (كيف تمنعها؟) من خلق منظمات مقاومة دخلت الساحة بأسماء وشعارات ليست بعيدة عن أحزابها، لكنها تجلببت بجلباب فلسطين. فقد حجزت كل دولة وكل حزب مقعدا لها في منظمة التحرير.. إلى جانب فتح!!.

لسنا هنا لنقيم مسيرة هذا التنظيم الأساسي الفلسطيني، لكنها بعد خروجها من الأردن ولبنان، ووضع قيود عليها في سورية، وجدت نفسها أمام وضع عربي ودولي مختلف فدخلت اللعبة السياسية خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وسيطرة القطب الأميركي، وبعد كامب ديفيد، وبعد أن أصبحت بعيدة جغرافيا عن جماهيرها.. وبعد تراجع المد القومي.. ثم الأهم استحقاق وقوفها إلى جانب العراق في معركة الخليج. وهو استحقاق كان لا بد من دفعه!!.

اقامت فتح كيانها الوطني على ارض فلسطين بدءا من اوسلو. لكن الرئيس عرفات رحمه الله حاول ان يتجاوز حقائق الاتفاق. فهذا الكيان هو ''ادارة الحكم الذاتي المؤقت'' لمناطق محددة بالمرحلة الاولى وليس دولة فلسطين. تماما كما كان يقول: حكمت لبنان من الفاكهاني! وكان مغرما بالبساط الاحمر والعلم والنشيد كلما غادر غزة وعاد اليها. وكان ذلك مفهوما لعقل اسحق رابين، فهو لا يريد ان يبدو عرفات ضعيفا امام الفلسطينيين. ولكن ذلك كان صعبا على خلفائه.. حتى جاء شارون فاطاح باوسلو. وحاصر عرفات وخرج من غزة وترك لحماس ان تستولي على السلطة بالانتخاب ثم بالانقلاب في غزة.

هل تنجح قيادة فتح في لملمة اوضاع مؤسسة هرمة، واعادتها الى الشارع الفلسطيني بوجه آخر اكثر فتوة وشبابا؟؟ هل فتح أمام دولة فلسطين باقتدار طالما ان الطرف الاخر (حماس) تشكك في دولة تقوم بموافقة اسرائيلية؟؟.

وهل اعتدال قيادة فتح هو استجابة لفكر سياسي ام لانها لا تملك غيره في الوضع الحالي؟؟.

.. من المؤكد أن شعار الكفاح المسلح صار وراء فتح عمليا وواقعيا.. ومن المؤكد أن الرهان على العملية السياسية هو الخيار الوحيد. وبانتظار بياناتها وقياداتها المنتخبة، بعد عشرين عاما، فلا احد يتوقع لغة متشنجة وصوتا مرتفعا!.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات