للفشل اسباب غير نيابية

تم نشره السبت 08 آب / أغسطس 2009 02:25 صباحاً
للفشل اسباب غير نيابية
طاهر العدوان

انفضت الدورة الاستثنائية لمجلس النواب من دون انجازات. بعبارة اخرى لم تحقق الهدف الذي من اجله انعقدت وهو اقرار حزمة قوانين مالية واجتماعية هي الاكثر اهمية منذ سنوات طوال. واعني بذلك مشروع قانون الجمعيات الخيرية, ومشروع قانون الضمان الاجتماعي, وضريبة الدخل.

الاستثناء الوحيد كان إقرار قانون المالكين والمستأجرين الجديد وهو حدث نيابي سيظل المجلس العتيد ملاحقاً الى وقت طويل بانعكاساته السلبية الاجتماعية على قطاعات واسعة من الناس تشعر بوجود ثغرات فيه تفقده العدالة والتوازن.

ليس من الإنصاف إلقاء اللوم بالفشل في اقرار القوانين المذكورة على النواب وهو ما بدأت الاوساط السياسية بالحديث عنه الى حد اطلاق العنان للتوقعات بان »عقوبة ما« ستنزل بالمجلس, بسبب عدم اقرار هذه القوانين, مثل تصاعد مؤشر التنبؤات بحله.

اذا كان هناك من فشل, فآخرُ من يتحمله مجلس النواب لاسباب منها:

»1« ان مشاريع القوانين المذكورة التي أدرجت على اجندة الدورة الاستثنائية هي من النوع الذي يحتاج الى فترة تشريعية طويلة لبحثها واقرار بنودها العديدة, والمهمة, التي تؤثر مباشرة على مصالح اغلبية واسعة من الفئات والقطاعات الشعبية.

ان مجرد حشد اربعة قوانين, بهذا الوزن من الاهمية في دورة استثنائية محدودة يحمل شبهة وضع المجلس النيابي تحت ضغط عامل الوقت لدفعه الى تمرير هذه القوانين من دون السماح للنواب ان يأخذوا الوقت الكافي لدراستها والحوار حولها مع اصحاب الخبرات ومع المعنيين بهذه القوانين, او بمتابعة ردود الفعل في الصحافة وفي النقابات والجمعيات والمنتديات الشعبية, التي لم تجد فرصة لتقديم رأيها ولا وجد النواب فرصة للاستماع الى الاراء والافكار الاخرى ومناقشتها بموضوعية.

»2« طبيعة مشاريع القوانين, التي كانت مطروحة على اجندة الدورة الاستثنائية, كثيرة المواد والبنود ومتشعبة التفاصيل, وكما يقال »الشيطان في التفاصيل«. ومثال على ذلك العبارة المبهمة التي وردت في قانون الجمعيات الجديد عن »الجمعيات الاسلامية وغير الاسلامية«. فلقد تم اكتشاف ما قد تحمله من دلالات في لحظة ما, وسط زحمة النقاش ورفع الايدي والموافقات.

ومثل هذه المادة تحتاج لتقديم الضمانات بانها لا تفتح الباب امام السماح بترخيص جمعيات يهودية او مسيحية صهيونية. ومن يدري ما هو مخبأ في التفاصيل الصغيرة الاخرى في مجموع مشاريع القوانين.

»3« لقد تم تكثيف عقد جلسات مجلس النواب بمضاعفتها في الاسبوع وفي اليوم, ونظرة عاجلة على جدول الجلسات خلال الاسبوعين الاخيرين تظهر ان النواب لم يكن لديهم الوقت لتناول طعامهم او رؤية اسرهم, فكيف والحالة عن امكانية ان يراجع النائب موقفه وموقف زملائه بين جلسة واخرى ليعرف اين سيقف. ولماذا?

لقد اعطت الدساتير, ومنها الدستور الاردني للنواب اوقاتا للراحة, اسبوعية, وسنوية طويلة تجعل من مجلس النواب مؤسسة مختلفة في جدول دوامها عن أيّ من مؤسسات الدولة والحكومة, ولم يضع المشرع هذه (الاجازات الطويلة) للنواب من باب العبث, ولكن لأهمية ان يكون لدى النائب الوقت الكافي للتمعن في التشريعات والسياسات المعروضة على المجلس النيابي, هذا من ناحية, وللرجوع للقاعدة الشعبية وتحسس مواقفها ومصالحها تجاه جدول اعمال المجلس النيابي وسياسات الحكومة من ناحية ثانية.

لكل هذه الاسباب والاعتبارات كان المجلس معرضاً لارتكاب اخطاء تشريعية كثيرة في هذه الدورة الاستثنائية لو أنه أقر هذه القوانين بالغة الأهمية على عجل, فلو ترك الوقت سيفا مصلتاً يلاحقه وكأنه في سباق لكان ذلك سابقة, تتجسد خطورتها كلما تم اكتشاف الثغرات التي تؤدي الى شعور المجتمع بان مجلس النواب خذله.

لم يفشل المجلس, هذا رأيي, لقد نجح في التمسك بحقه في الحصول على الوقت الكافي لبحث هذه القوانين فلماذا العجلة فمشاريع القوانين لن تهرب من الادراج, وموعد الدورة العادية يمكن ان يبدأ بعد اقل من شهرين, وتخطئ الحكومة, تحت أي ذريعة, اذا ما لجأت الى القوانين المؤقتة لاصدار مشاريع القوانين خلال اجازة المجلس.




مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات