اكاديميون وتربويون يرون في خطاب جلالة الملك تعزيزا لقيم المساواة والعدالة الاجتماعية

تم نشره الثلاثاء 18 حزيران / يونيو 2013 01:30 مساءً
اكاديميون وتربويون يرون في خطاب جلالة الملك تعزيزا لقيم المساواة والعدالة الاجتماعية
الملك عبدالله الثاني

المدينة نيوز– اعتبر جلالة الملك عبد الله الثاني في خطابه الذي القاه في جامعة مؤتة الاحد الماضي ان أحداث العنف التي طالت الأرواح والممتلكات العامة والخاصة ، أمر غير مقبول وغير مبرر على الإطلاق ، وهو غريب على قيمنا وعاداتنا وثقافتنا، ولا يمكن السكوت على هذا الأمر .

ورأى جلالته انه لا يمكن أن نقبل بأن يكون مستقبل شبابنا رهينة لظاهرة العنف، لأن مستقبل الشباب هو مستقبل الأردن وان الشعور بغياب العدالة ، وعدم تكافؤ الفرص يؤدي إلى الإحباط والشعور بالظلم ، وبالتالي يؤدي إلى العنف .

اكاديميون وتربويون قالوا ان تطبيق العدالة يقودنا الى التخلي عن التعصب الضيق للهوية الفرعية او العائلية او السلالية او المناطقية , مشيرين الى ان غياب العدالة يساعد في الانحياز لأفراد او مناطق دون غيرها وهذا مخالف لميزان العدالة الاجتماعية وبالتالي للدستور .

واكدوا ان التمايز بين الافراد لا يكون إلا بمدى حفاظهم على وطنهم ووحدته وأمنه واسقراره , لافتين الى ان الفرد الخلوق هو إبن لكل عشيرة ولكل فئة في المجتمع .

التربوي عبد الوهاب المجالي قال ان عدم وجود العدالة يؤدي الى تراكمات وبالتالي الى سلوك غير مقبول , ومن هنا فإن تنفيذ المشروعات التنموية في المحافظات شيء جيد على ان يتم توزيع المكتسبات والخدمات بعدالة تشمل الجميع .

واضاف ان هناك مناطق تعاني من عدم حصولها إلا على القليل من المكتسبات بالمقارنة مع مناطق اخرى , والفارق بينهما كبير في مستوى الخدمات والبنى التحتية الأمر الذي يولد العنف الذي هو ليس من ملامح الشخصية الاردنية ولا يمكن ربطه بالعشائرية حاضنة القيم والاخلاق والحلم والصبر والتسامح .

واوضح ان الفرد السوي هو إبن لكل عشيرة ولكل فئة في المجتمع , فالتمايز بين الافراد لا يكون إلا بمدى خدمته لوطنه , ولهذا فالانزلاق نحو العصبية الفئوية هو انغلاق فكري لافراد المجتمع ووقف للتنمية التي تعني الحضارة والوعي والتطور .

ودعا جميع الحكماء والشباب الى الوقوف صفا واحدا من اجل الحفاظ على الوطن لأن الوطن أكبر وأهم من كل شيء مشيرا الى ان آباءنا واجدادنا كانوا يعيشون في فقر شديد إلا انهم حافظوا على الوطن ودافعوا عنه " وورثونا إياه وعلينا ان نحافظ عليه لنورثه لأبنائنا" .

وناشد المجالي جميع المؤسسات العلمية التي يقع عليها الدور الكبير في معالجة هذه الامور الى توعية وتعليم ابنائنا بان الانتماء للعشيرة هو انتماء للوطن وقيمه ومصالحه وأمنه ووحدته , وان الانغلاق الجهوي والعائلي لا يرى إلا صورته في المرآة , والبلد المنغلق لا يمكن ان يشكل أي نوع من الحضارة .

الوزير الاسبق الدكتور يوسف الجازي قال ان جلالته وفي خطابه وضع الامور في مكانها الصحيح مبينا انه يقع على عاتق الجامعات والمدارس الدور الكبير في تربية ابناء المجتمع على السلوكيات السليمة واهمية الالتزام الذاتي بالقوانين , وألا يكون تطبيق القانون فقط من اجل عدم الخضوع للمساءلة بل هو دافع شخصي يجب ان يكون من داخل الافراد .

واشار الجازي الى الدور الكبير والفاعل للعشائر في حل المشكلات والخلافات في المجتمع وبطريقة سلسة يحترمها الجميع وتعمل على حفظ وصون منجزات الوطن .

وبين ان المشروعات والمكتسبات حتى وان كانت قليلة يجب توزيعها بين الجميع ويتم تنفيذها بالطريقة العادلة التي يشعر المواطنون من خلالها بالطمأنينة والارتياح وبالتالي تولد الشعور بالانتماء والمواطنة .

وزير الثقافة الاسبق طارق مصاروة قال " انه لا يوجد لدينا في الاردن تزاحم عشائري او قبلي لأن مجموع العشائر الاردنية متفقة على ميثاق ومعاهدة غير مكتوبة بل معمول بها وهي إلتفاف الجميع حول القيادة الهاشمية ووحدتهم الوطنية والمحبة والاحترام والتسامح " .

واضاف ان من اسباب العنف التساهل في تطبيق القانون مؤكدا ضرورة تطبيقه على الجميع بتساو .

وبين انه يتوجب مراعاة الوضع الاقتصادي للدولة مشيرا الى ان العنف في الجامعات ليس عنفا جامعيا ولا يجب ان نسميه كذلك بل هو عنف مجتمعي .

وقال مصاروة ان عدم وجود العدالة يسبب الاحباط لدى الافراد الامر الذي يسبب العنف .

رئيس قسم الصحافة في جامعة اليرموك الدكتور عزام عنانزة قال ان هناك عدم ثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة بسبب غياب العدالة الاجتماعية إضافة الى ضخامة عدد الموظفين في هذه المؤسسات بسبب الواسطة والمحسوبية على حساب آخرين وايضا غياب الاستراتيجيات الصحيحة داخل المؤسسات التعليمية , ما اسهم في احباط أمل المواطن في حياة افضل بالمستقبل .

واضاف ان هناك عدم وجود لتكافؤ الفرص بين الافراد وايضا اتساع قاعدة من يشعرون بالظلم جراء عدم الحصول على وظيفة مناسبة او بسبب معاناتهم من الفقر والبطالة ما أدى الى تولد العنف سواء داخل الأسر او في المجتمع , وبالتالي فان جلالة الملك ركز في خطابه على محاور رئيسية في كيفية معالجة ظاهرة العنف وعلينا ان نبدأ بالعمل على ارض الواقع وليس مجرد طرح الافكار والحلول .

واشار عنانزة الى ان تطبيق القانون بشكل عشوائي او انتقائي هو سبب من اسباب العنف , حيث علينا ان نبدأ بتطبيق القوانين البسيطة ثم القوانين الأخرى حتى نستطيع اعادة الامور في اتجاهها الصحيح .

الاستشاري الاجتماعي الدكتور فيصل الغرايبة قال ان جلالة الملك ردّ العنف الى عدة مصادر ووضع الامور في نصابها , ومن هنا علينا المعالجة والبدء فيها بتوزيع مكتسبات التنمية وطرح مشروعات تنموية في المحافظات اضافة الى نشر العدالة الاجتماعية التي يجب ان يشعر بها الناس .

واضاف ان العدالة ليست فقط مطلوبة من الحكومة وتقتصر على القوانين والتشريعات بل تكون بتطبيق رسمي وأهلي ومن قبل الافراد والجماعات , وتبدأ بالتربية الاسرية والتعامل بين ابناء الاسرة الواحدة وتعمم على جميع ارجاء الوطن بكل اطيافه , فنشر العدالة الاجتماعية يخفف كثيرا من حالات الحنق او النقمة او البغضاء او الشعور بالظلم وهضم الحقوق والمكتسبات .

وبين الغرايبة ان تطبيق العدالة يكون اخلاقيا قبل ان يكون قانونيا وبهذا يصبح تطبيقها ممارسة يومية من قبل مختلف فئات المواطنين في مختلف مواقعهم .

واشار الى ان تطبيق العدالة يقودنا الى التخلي عن التعصب الضيّق للهوية الفرعية او العائلية او السلالية او الارتداد القبلي لأن غيابها يساعد على الانحياز لهذه الفئات , وهذا مخالف لميزان العدالة الاجتماعية ومشجع للاندفاع نحو هضم حقوق الآخرين , او يؤدي الى حصرها في جهة واحدة او ابناء عنصر واحد .

واوضح ان غياب العدالة الاجتماعية يلغي مفهوم المواطنة ويمنع من ممارستها دون انحيازات او تعصبات ضيقة نشاهدها الآن , وبالتالي فان غيابها مخالف للدستور الذي ينص على المساواة الحقيقية بين المواطنين في الحقوق والواجبات .

استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاردنية الدكتور عمر الحضرمي قال ان جلالة الملك اختار المكان المناسب والوقت المناسب لطرح الكثير من القضايا المهمة والتي بدت ظاهرة تسبب قوة معاكسة في التطوير والتقدم .

واضاف ان ظاهرة العنف المجتمعي ظاهرة غريبة علينا يجب ان نحتويها حتى لا تزداد الامور لأن العنف يعتبره خبراء الاجتماع ككرة الثلج التي ما دامت تتدحرج وتسير وهي تكبر اكثر فاكثر حتى تصل حدا لا يستطيع احد ان يوقفها .

واشار الدكتور الحضرمي الى ان علينا معالجة الفقر والبطالة لأنهما مصدر الاحباط والتوتر في المجتمعات , ومجتمعنا الاردني يتسم بالصفات الاصيلة إلا ان العنف جاء لأسباب تتعلق بالبطالة والفقر وامور اقتصادية اجتماعية علينا ان نعالجها حتى لا يتم إلصاق سلوكيات العنف بهذا المجتمع المتميز بصفاته وقيمه الاصيلة .

وبين ان المناداة بالهويات الفرعية مشكلة كبيرة تعود بنا الى عصر الجاهلية , حيث يلاحظ ان المناداة بها تضخم في الفترات السابقة واصبح هناك تغنّ بها الامر الذي يؤثر في التقدم والتحضر.

( بترا )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات