ما تسرب عن خطة اوباما.. دولة فلسطينية بلا ارض

تقسيم القدس المقسّمة وتقطيع اشلاء الضفة الغربية
10/8/2009
اذا صحت التقارير المنشورة عن خطة اوباما المقترحة للسلام في الشرق الاوسط فانها تشكل في كل المعايير كارثة على الفلسطينيين والعرب.
تعطي الخطة المكونة من تسعة بنود لاسرائيل سلطة مطلقة جوا وبرا وبحرا على الدولة الفلسطينية وتعيد تقسيم القدس الشرقية المقسمة اصلا واقتطاع مناطق منها لتكون تحت سيطرة اسرائيل, وتنزع السيادة الفلسطينية عن المقدسات الاسلامية والمسيحية. كما انها تبقي على الكتل الاستيطانية الكبرى وتضمها الى اسرائيل وهي بذلك تبتلع مساحات واسعة من اراضي الضفة الغربية وما تبقى من اراض سيتم تمزيقها بالطرق الالتفافية والجسور والانفاق. ولأن الدولة المنشودة ستكون منزوعة السلاح - يستثنى من ذلك بالطبع سلاح الشرطة - فإن قوات دولية سترابط على ارضها.
ولا تشير الخطة »كما نشرتها وسائل اعلام فلسطينية وعربية« الى القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية في المقابل تنص الخطة صراحة على عودة اعداد »يتفق عليها« من اللاجئين الفلسطينيين لأراضي الدولة الفلسطينية, واقامة صندوق مالي للتوطين والتعويض.
اما بالنسبة لآلاف الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال فإن عليهم الانتظار 3 سنوات بعد توقيع معاهدة السلام النهائية عام 2011 ليبدأ الافراج عنهم على دفعات.
الخطة كما يظهر من تفاصيلها ليست لتحقيق حل الدولتين واقامة السلام العادل على المسارين السوري واللبناني وانما هي مظلة لانشاء تحالف امني كبير في المنطقة باشراف امريكي ومشاركة اسرائيلية يهدف بالدرجة الاولى الى منح اسرائيل حرية التعامل التجاري والاقتصادي مع دول المنطقة في اطار عملية تطبيع شاملة تسبق اقامة الدولة الفلسطينية »المشلولة«.
والاخطر من ذلك ان الخطة تتحدث عن عقوبات ستفرض »على اي طرف عربي يرفض الخطة الامريكية« وهي بهذه المعنى ترتقي لتكون بديلا عن قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي.
المصادر الصحافية نسبت الى مسؤولين امريكيين قولهم ان افكار اوباما بهذا الشأن تحظى بتأييد دول الاعتدال العربي وتحفظ سوري على الجزء المتعلق بآليات المفاوضات حول الانسحاب الاسرائيلي من الجولان. وفيما عدا ذلك فإن الاطراف العربية كافة ابدت استعداداتها للمشاركة بمؤتمر للسلام يعقد في شرم الشيخ لاطلاق الخطة.
المفارقة في الترتيبات المقترحة في الخطة ان الدولة الفلسطينية التي ستقوم على اشلاء الضفة محرم عليها عقد معاهدات امنية او عسكرية مع اي دولة باستثناء اسرائيل وعليها ان تحافظ على التنسيق الامني مع اسرائيل من دون غيرها.0