«غموض هندي» في العقبة

تزور العقبة ، للسياحة ، وتكتشف ان المدينة تطورت كثيرا ، وباتت جاذبة ونظيفة ، في اغلبها ، على الرغم من الغلاء ، وتفاوت الحياة فيها بين اناس واخرين.
تصدمك المشاهد فقط في ما يسمى "شاطئ الغندور" ولا اعرف لماذا سمي بهذا الاسم ، الا انك تشعر انك في حي من احياء "الافلام الهندية" الخلفية والمخيفة ، فوجوه من في السوق مرعبة ومخيفة ، تتوتر من كل شخص يدخل السوق فجأة ، وكأن هناك حياة سرية لا نعرفها ، بضع خيام مقام بطريقة رديئة ، وتحتها وخلفها ، عشرات التجار والمرتادين ، بطريقة تبعث على التوتر والاختناق ، حتى قيل لي ان هناك تجارة في الممنوعات ، تختفي في ذاك الشاطئ ، الذي بحاجة اليوم ، الى ازالة كل المحلات والمقاهي ، التي فيه ، وتحويله الى شاطئ محترم حقا ، تستطيع العائلات ان تدخله ، وبحيث يتم تنظيفه من كل الشبهات ، وهو بحاجة الى حملات تمشيط امنية ، وهدم لاحقا لاعادة البناء بطريقة عصرية نظيفة شفافة ، بدلا من هذه "البراكيات" ، وقوارب الزجاج المؤهلة للغرق فقط.
من هناك تذهب الى بعض مناطق الشاطئ الجنوبي ، وللامانة فان سلطة العقبة الخاصة لم تقصر في عمليات التطوير ، حتى لا تبدو المقالة بمثابة هجوم على السلطة ، وهي ليست كذلك ، لكنك تحتار في الناس ، حين يتركون زجاجات المشروبات الغازية مكسرة على ارض الشاطئ ، وبقايا البطيخ والمشاوي ، ولا تستطيع ان تمشي حافي القدمين على الشاطئ ، لانه عبارة عن شاطئ ملغوم في اكثر مساحاته جراء سلوكيات الناس الاجتماعية ، التي تجعل بعضهم يدفن بقايا اللحم المشوي وعظامه في رمل الشاطئ ، ولا تجد سوى الاف القطع الزجاجية المكسرة بين الرمال ، وكأنه مطلوب ان نضع شرطيا فوق كل رأس مواطن لنقنعه بوجود حاويات وان النظافة من الايمان ، لكن لا احد يريد ان يسمع او يتفهم ، وقد شاهدت عجوزا مترهلة ومتكرشة تأكل بطيخا بنهم ، وترمي قطعه خلف ظهرها ، وكأن الشاطئ من ممتلكات البارون والدها ، فيما يتم رمي اطنان من البلاستيك عبر سنوات طويلة ، على الشاطئ ، عبر الاكياس وكؤوس الشاي والقهوة ، فيبتلعها البحر ، وتضر الثروة السمكية والمرجانية ، وتلوث البيئة والطبيعة.
تهرب من الحي الهندي الغامض ، كما الافلام ، اي من شاطئ "الغندور" ، ومن بلاوي المرتادين للشاطئ الجنوبي ، الى شاطئ الفندق الذي تنام فيه ، وتحمد الله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، انك تدفع مالا كثيرا ، مقابل شاطئ نظيف وآمن في فنادق الخمس نجوم ، لكنك تحتار في السياحة الشعبية ، التي تؤدي الى كل هذه الممارسات ، على الرغم من ان الشاطئ محصور الامتداد ويتوجب ان نحافظ عليه ، لا ..ان نغتاله يوما بعد يوم بأيدينا ، وتعرف ان الشواطئ بحاجة الى حملات من التنظيف وزيادة الخدمات ، من مظلات واضاءة ليلية وغير ذلك ، لكنك لاول مرة تشعر ان نصف الحق ان لم يكن اكثر هو على الناس ، الذين يلوثون الشواطئ ، بهذه الممارسات ، ويخدمون اصحاب الفنادق الفاخرة ، من حيث جعلك تهرب اليها ، لانها الاحسن والانظف.
من دخل فنادق الخمس نجوم فهو "آمن" ، وغيرها من مواقع ففيها كل شيء،،،.
mtair@addustour.com.jo