الاكتشاف الأعجوبة !

كنا ونحن نتابع اخبار المشروع ''العملاق'' المسمى بالقطار الخفيف بين عمان والزرقاء، وفشل الشركات التي تصدت لتمويله رغم كرم الحكومة باعطائها 60 مليون دينار، والاستملاكات اللازمة لمسيرة خطوطه، كنا نتساءل ونحن نتابع مسرحية الفشل: لماذا نتجنب في هذا المشروع مقطع الخط الحديدي الحجازي من الزرقاء إلى عمان؟؟. ولماذا لا نفكر في تحديثه بحيث يوصلنا إلى المفرق واربد، ثم الى معان والمدورة والعقبة؟؟.
ولم يجبنا أحد على أسئلتنا.. لا وزارة النقل ولا الخط الحديدي الحجازي!!. ثم اننا سمعنا ان أمانة عمان ستقيم خطوطا داخلية للسكك الحديدية على طراز مترو الانفاق او ما شابه من حافلات مدولبة عادية تعمل بالكهرباء.
الآن، اكتشف المسؤولون في هيئة قطاع النقل العام ومؤسسة الخط الحديدي الحجازي أن هناك قطارات يمكن تسييرها برحلات يومية منتظمة بين الزرقاء وعمان. فان الارباك الذي يحصل على حركة المواطنين بين المدينتين الأكبر سيكون على أشده في رمضان.
المهم، بعد اكتشاف العجلة، واكتشاف القارة الأميركية، ان مؤسسة النقل وادارة الخط الحديدي سيعدان سلسلة من الاجراءات لتحسين خدمة النقل المقدمة للمواطنين، وتقليل الاختناقات المرورية، يا سلام ما أعظم الفكر الإنساني حين يتجاوز فضاء المستحيل ليعمل منه ممكنا. فكيف وقع الطرفان على هذا الكنز المسمى بالخط الحديدي الحجازي الذي انشأه قبل مائة عام السلطان عبد الحميد العثماني. دون ان يكون لديه إدارات نقل اعجازية، ودون وزارة عجائبية، ومده من اسطنبول عاصمة الخلافة إلى المدينة المنورة عاصمة الدولة الإسلامية الأولى؟؟.
نشكر هيئة النقل العام وإدارة الخط الحديدي الحجازي على اكتشافها الأسطوري. ونهنئ كل الذين ''يتمرمطون'' كل صباح ومساء بالتنقل بين عمان والزرقاء.. والزرقاء وعمان!!.