الذكرى السنوية
كلما فتحت اوراق الصحيفة، وجدت خبرا يقول الذكرى الرابعة لوفاة (فلان الفلاني)، أو الذكرى ال (13) لوفاة (فلان الفلاني).
يبدو أن الاموات يحظون بحيز من اخبار الصحافة، أكثر من الاحياء احيانا.. بودي أن اسأل، ولنفترض ان الذكرى العاشرة مرت على وفاته، ماذا يعني.. هذا الامر.. هل هو تذكير بحجم مؤلفات الفقيد في السوق، أم أنه تذكير بأن الامة فقدت صلاح الدين..
لا اريد الانتقاص من الاموات ابدا.. فلهم الرحمة، ولكني اريد أن انوه الى امر مهم وهو أننا حين نتذكر وصفي التل عبر نشر خبر يتحدث عن الذكرى ال (35) لوفاته فإننا نتجاوز الشخص الى المشروع هو مجرد تذكير بحدث مهم مر على الوطن.. وتذكير برجل خالد وعظيم ولكن حين ينشر عن رجل لا نعرفه نسأل ما هي الغاية من ذلك..
(ماوتسي تونغ) مضى ولم يعد الصيني يأبه لذكراه، ولينين هو الاخر صارت جثته عبئا على روسيا فهي تفكر جديا بدفنه، (وكيندي) لم يعد يذكر في الاعلام الاميركي.
ونحن ما زلنا نملك اصرارا عجيبا على تذكر رجل وجهه يوحي بانه مات من ارتفاع (الكوليسترول).. ورجل آخر، كان يحب الصمت ويكره الاضواء.
تبقى من والدي دشداشة وخاتم وساعة، وما زلت في منزلي احتفظ بشماغه (وفروته).. ولكن هل الشعب الاردني مضطر لان يقرأ عنه كل عام.. وعن ذكرى وفاته، طبعا لا.
يبدو ان اعلامنا صار يزعج الاموات وليس الاحياء فقط، وأتخيل ان يرفع احد اصحاب الذكرى من (المراحيم) قضية على احدى الصحف لانها اخطأت في رقم الذكرى فبدلا من ان تضع الذكرى الرابعة وضعت الخامسة.. ربما سنوات الوفاة تدخل ضمن كشوفات الضمان الاجتماعي.
hadimajali@hotmail.com