قصة بين يدي الامير

تم نشره الثلاثاء 18 آب / أغسطس 2009 04:02 صباحاً
قصة بين يدي الامير
ماهر ابو طير

وزير التعليم العالي ، صادق وشفاف وحاد ، ولايقبل أي تجاوزات ، ويشهد له كثيرون بأنه يطبق التعليمات بحذافيرها ، ولايقبل واسطة تتسلل من هنا او هناك لأي شأن كان ، وهو ايضا لا يقبل الضغط ولا الابتزاز ، بأعتباره شخصا نزيها بلا شك.

القصة التي سوف أرويها لاتتعلق بشخص وزير التعليم العالي ، لكنها تتعلق بسياسات القبول في الجامعات ، التي ورثها الوزير ، حين تمنع التعليمات أي طالب اردني حصل على معدل اقل من خمسة وخمسين بالمائة ، من دخول الجامعات الخاصة ، لكنها تسمح للطلبة العرب تحت مسمى التبادل الثقافي ، وغير ذلك من دخول الجامعات الخاصة ، وهي مفارقة غريبة ، وكأن سياسات التعليم العالي ، تحرم الاردني من حق من حقوقه ، وتسمح به للعرب ، وتدفع الطلبة للخروج من الاردن للدراسة في الخارج ، او اجبارهم على الذهاب لكليات المجتمع التي تعتاش اليوم على الفرق بين معدلي الخمسين والخمسة والخمسين.

الجانب الاخر في سياسات التعليم ، مايتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة ، وأعرف من خاض معركة ولايزال يخوضها ، من اجل تعليم اولاده ، فيتم رفض ادخاله لجامعات خاصة بذريعة ان معدله دون الخمسة والخمسين ، برغم وجود آلاف الحالات في البلد ، ممن تعاني من امراض خاصة ، او تواجه معاناة خاصة ، على مستويات مختلفة ، صحية ، وتصنف في باب الاحتياجات الخاصة بدرجات مختلفة ، فلا يقبل الوزير استثناء هذه الحالات ، ولاتقبل التعليمات ، استثناء هؤلاء ، على الرغم من ان المعدلات المنخفضة - هنا - تعتبر مرتفعة جدا ، لمن يعانون من ظروف صحية محددة ، لانها جاءت تحت وطأة المعاناة التي لايجوز عدم احتساب كلفتها وتأثيرها على المعدل العام للطالب ، ونتائجه في امتحان الثانوية العامة.

لانشكك في دوافع الوزير الطيبة لحفظ مستوى التعليم ، في الاردن ، غير ان التناقض يتعلق بتفريط سياساتنا بسمعة الاردن الاكاديمية وقبولها مادون الخمسة والخمسين ، اذا كان الطلبة عربا ، فأي تناقض فاضح هذا الذي يسمح بالتشدد على ابناء البلد بذريعة الحفاظ على مستوى التعليم ، لكنه يقبل التفريط بمستوى التعليم اذا كان الطلبة عربا ، ومن الاولى هنا ان نخفف عن الناس ، هذه المصاعب ، فابن البلد أولى من غيره بدخول الجامعة الخاصة ، بدلا من تكبيد والده الذي فوقه او تحته لارسال ابنه الى الخارج ، او حبس ابنه في اطار تعليم متوسط محدود ، وهي دعوة الى الجهات المعنية ، على كل المستويات ، لمراجعة هذا القرار سريعا ، خلال هذه الفترة بدلا من هذه التناقضات الغريبة.

يبقى في البال أسئلة لاتعد ولاتحصى حول اولئك الطلبة الذين يعانون من مصاعب جسدية او سمعية او بصرية ، الذين نتشدق ليل نهار برغبتنا بخدمتهم ، لكننا نطبق عليهم ذات الشروط المستبدة ، التي نطبقها على الطلبة الذين لايعانون من اي مشاكل ، فأي عدالة هذه واي تفهم واي رؤية واي تعليم عال واي شعارات نطرحها للاستهلاك المحلي ، حين نساوي بين الذي يعاني صحيا والذي لايعاني ، بتطبيق ذات شروط القبول ، وقد خبرت قصة خلال الايام الماضية ، سببت لي الما كثيرا ، حين عرقلت "العبقريات" دخول من يعاني بسبب ظرف صحي خاص ومعقد الى الجامعة الخاصة ، لانخفاض المعدل عن شرط القبول بعلامة وعُشر فقط ، دون ان يتفهم العباقرة ان هناك وضعا صحيا خاصا ، يجعل المعدل المنخفض بمثابة معدل مرتفع بكل المقاييس.

الملك اعزه الله يشفق على الناس ويساعدهم ، والامير رعد بن زيد يهتم بذوي الاحتياجات الخاصة ، وممن يعانون صحيا ، لاسباب مختلفة ، غير ان تعليمات العباقرة في مطابخ التعليم ، تفكر كما تريد ، وتنفذ كما تريد ، وتسد الباب في وجه الناس ، بذرائع لايمكن السكوت عليها ، فالعربي مرحب به ، والاردني محروم في وطنه ، والذي يعاني يطبق عليه ذات شرط الذي لايعاني صحيا ، في عبقرية فريدة ، عز نظيرها في مشرق العرب ومغربهم.

....ومنا الى كل من يهمه الامر ، لعل هناك من في قلبه بقايا رحمة بهذا الشعب ، ولعل الوزير يراجع هذه التعليمات ، المتوارثة ، على الاقل فيما يتعلق بمن يعانون صحيا ، فيما "القصة الخاصة" التي رويتها بحالة أعرفها ، أتركها بين يدي الامير رعد بن زيد لايجاد حل لها.

mtair@addustour.com.jo



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات