لا معنى له !

على هذه الظروف غير العادية يطرح السؤال الأساسي نفسه: في ظل الاحتلال هل يكون المهم نجاح كارزاي في افغانستان، أو المالكي في بغداد، أو حماس وفتح في فلسطين..؟!. وهل يمكن ان تتحقق الديمقراطية، أو وحدة الوطن، أو إقامة الدولة في ظل الحراب الأجنبية؟!.
في أيام الحكومة الشيوعية في الثمانينيات وكنا نتابع تجربتها لم يكن الافغاني يسأل إذا كانت الاشتراكية هي الهدف، وهي المخرج الحقيقي من التخلف، وانما كان سؤاله الوحيد: هل الدولة الجديدة التي أقامها الشيوعيون قابلة للحياة في ظل عشرات آلاف العسكر السوفيات؟!.
وفي أيام مجلس الحكم.. والجعفري والمالكي لم يكن العراقي معنيا بالديمقراطية القادمة مع الدبابات، ومع المنفيين في طهران وانما كان معنيا بسؤال واحد: هل الاحتلال هو الحل لأزمته؟!.
ومنذ الأيام الأولى لدخول الرئيس عرفات فلسطين إلى الأيام التي تلت حين قرر شارون تدمير كل ملامح الكيان الفلسطيني الجديد، وحصار الرئيس عرفات، ونداءه الذي وقعه من المقاطعة: شهيد.. شهيد.. شهيد. منذ عام 1993 كان الفلسطيني يسأل نفسه: كيف يمكن ان نبني دولتنا في ظل سلطة حكم ذاتي إداري، وفي ظل الاحتلال معا؟؟. لماذا لا تكون هناك وصاية دولية على فلسطين ترعى نمو الدولة الوليدة وتحميها من جنون القوة الصهيوني إلى ان تكتمل.. وتصبح عضوا في الأمم المتحدة، وتسيطر على حدودها، وحياتها وتقيم علاقات طبيعية مع كل الجوار؟؟.
كان الرئيس صدام حسين يقول للقائم بالأعمال الأميركي في بغداد جوزيف ويلسون، وقد بقي في بغداد بعد سفر جلاستي: وذلك في الساعة الثانية بعد ظهر يوم 6 آب 1990: نحن نعرف قوتكم وانكم قادرون على ايذائنا، ولكنكم لن تستطيعوا اركاعنا لو استخدمتم كل اسلحتكم. ولكنكم ستخسرون المنطقة وكلما دمرتم اكثر اصبح العبء عليكم أكثر!!.
طارق مصاروة