لا نرى في الساحة غير »الدرك«

تم نشره السبت 22nd آب / أغسطس 2009 03:56 صباحاً
لا نرى في الساحة غير »الدرك«
فهد الخيطان

لماذا تعطلت ادوات الحوار واين هي القوى الوسيطة في الدولة والمجتمع?

22/8/2009

ثمة شيء يبعث على القلق في سلوك الدولة تجاه الناس وفي علاقة القوى الاجتماعية مع بعضها بعضا.

اعتقال مطلوب للأمن في بلدة نائية يتحول الى مواجهة بالسلاح بين الأهالي و»الدرك«. وفض اعتصام سلمي يتطلب حشد قوى امنية هائلة.

إشكال عشائري بسيط ينتهي بجريمة قتل, وجريمة القتل تجر عشيرتين الى مواجهة مسلحة لا تجد من يوقفها غير قوات الدرك.

المعادلة مقلقة للغاية: الدولة تلجأ للقوة العارية دائما لحل كل اشكال والناس يأخذون القانون بأيديهم عند كل خلاف مهما صغر او كبر. اما قوة القانون وأدواته فهما الخاسران الأكبران.

هل هناك استقواء على الدولة? نعم, ومظاهره كثيرة. وهل هناك تزايد في العنف وميل اكثر لاستخدام السلاح من طرف الأفراد تجاه بعضهم? نعم, ووصل الأمر الى ساحات الجامعات.

لماذا يحصل ذلك اذا?

يمكن لنا ان نحصى اسباباً عديدة تتصل كلها بالمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية وهموم الحياة المعاصرة وازماتها. وفي الادراج كم كبير من الدراسات الاجتماعية والمسوحات الميدانية التي تعاين الواقع الاجتماعي والسياسي, وترصد آثار الفقر والبطالة على سلوك الأفراد والقوى الاجتماعية.

بيد ان الحاصل في الآونة الاخيرة يعد ظاهرة فريدة تحتاج لدراسة مستقلة, واعني الميل المتزايد للعنف من طرف الدولة يقابله عنف اجتماعي يتبدى في الصدامات العشائرية.

يشعر المراقب احيانا ان المؤسسات الرسمية تتقصد استخدام هذا المستوى المفرط من القوة وتعطيل ادوات الحوار لصالح لغة »الدرك« في معظم الحالات لاثارة الخوف في نفوس الناس وكأنها تستشعر مرحلة مقبلة تتطلب التعامل بحزم وشدة يجري الاستعداد والتمرن عليها منذ الآن.

لا يجادل احد في مسؤولية الاجهزة بالمحافظة على هيبة الدولة وان قصرت وجبت محاسبتها, لكن من قال ان القوة وحدها تحفظ الهيبة, في التاريخ امثلة كثيرة عن الأثر المدمر للقوة في اضعاف الدول.

كان لدينا دائما قوى وادوات اجتماعية وسيطة »رجال دولة ووجهاء في المجتمع« اضافة الى مؤسسات امنية وحكومية قادرة على احتواء الصراعات الاجتماعية وتسوية الخلافات من دون اللجوء للقوة.

اليوم نفتقد دور هذه الوسائل الوسيطة ودور مؤسسات الدولة المدنية ولا نرى في الساحة غير »الدرك« ووجهاء يتنقلون من حي الى حي لعقد صلحة او »عطوة«.

ما نشهده يؤشر على اتساع الفجوة بين الدولة والمجتمع بحيث لم تعد من وسيلة اتصال بينهما غير »الهراوة« وبين مكونات المجتمع الواحد بوحداته الصغيرة والكبيرة.

الدولة تخاف من شيء ما يدفعها للقوة دائما فلا تجد غير »الدرك« والناس يخافون من بعضهم بعضا وكأنهم اعداء تفصل قوات الدرك بين خنادقهم.0




مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات