حادث الرئاسة احدى جرائم الـ «C.I.A»

تصادف بعد غد 29 اب ذكرى استشهاد الشخصية الوطنية القوية والبارزة المرحوم هزاع المجالي الذي كان رئيسا للوزراء عندما تعرض الاردن لعملية اجرامية آثمة في 29 اب 1960 اسفرت عن استشهاد المغفور له هزاع ومعه نخبة من رجالات الاردن في مقدمتهم المغفور لهم زها الحمود وعاصم التاجي وممدوح سحاقات وغيرهم من اركان الرئاسة يومها وكذلك المغفور لهم شيخ مشايخ الكرك جمال المجالي والحاج خلف العبادي وجميل مصاروه واعدادا اخرى من الزوار منهم من استشهد ومنهم من اصيب اصابات بالغة.
لا اريد ان استذكر في هذا المقال هول تلك الفاجعة ولا استحضار غضب الاردنيين وادانتهم للاجهزة الاجرامية التي خططت لهذه الجريمة ونفذتها من خلال ادوات عميله.
الثابت في جريمة تدمير رئاسة الوزراء في 29 اب 1960 هو ان مدير المخابرات سيء الذكر عبدالحميد الراج وجهازه كان وراء هذا الحادث ، والانطباع الذي ساد بعد الحادث واستمر هو ان ذلك تم في اطار الصراع السياسي بين الاردن والجمهورية العربية المتحدة لكن هذا الحادث وعمليات اخرى نفذها السراج احيطت بشبهات مفادها ان السراج وبعض مساعديه وجهازه كانت لهم اجندتهم الشخصية من خلال ممارسة القمع والقتل داخل سوريا وخارجها.
مناسبة الحديث اليوم هو عثوري على مذكرات احد نواب السراج واقربهم له وهو العميد سامي جمعة وفي هذه المذكرات تحت عنوان «اوراق من دفتر الوطن» هنالك تفاصيل مثيرة جدا حول القوة الخفية التي زرعت السراج وسامي جمعة وبرهان ادهم في الامن السوري ابتداء من العام 1946 وكيف انهم كانوا في كل العهود الانقلابية وما تلاها ظلوا اصحاب الدور المؤثر في تحريك مسار الاحداث.
السراج كان الشخصية الابرز بين الثلاثة ويروي سامي جمعة ان السراج دخل كلية شرطة الافراد لانه يحمل فقط شهادة اعدادية لكن بعد اشهر من دخول كلية الشرطة جرى تهريبه من كلية الشرطة وفجأة دخل الكلية العسكرية رغم انه مطلوب وتخرج مع المجموعة برتبة ملازم وكان ملازما اول عندما اصبح مرافقا لرئيس هيئة الاركان حسني الزعيم وكان سكرتيره الخاص ومن اكبر المتحمسين له عندما قام بانقلاب واصبح رئيسا للجمهورية وحضر معه اللقاء بين حسني الزعيم وشارون رئيس اسرائيل حينها اثناء رئاسة الزعيم السوري ، بعدها كان مع الحناوي لصيقا ومن ثم مع الشيشكلي وكان مع مجموعته في الصدارة بدعم من قوة خفية هي الـ C.I.A التي جندتهم .
ومن خلال اوراق سامي جمعة ندرك الدور الخطير الذي لعبه السراج ومجموعته التي يحاول جمعة اخفاء ارتباطها بالـ C.I.A فقد كان السراج الى جانب حسني الزعيم في المؤامرة الدنيئة