اين كنتـــــــم؟

صرت أفزع من نداء ''يا أخ''!!، او عبارة ''لو سمحت''!! أو ''بالله يا خوي شوي''، ''ممكن دقيقة'' ..بل صرت أمضي هاربا بكل ما اعطاني الله من قوة بدنية وبلادة عاطفية كلما رأبت عباءة سوداء وامرأة متشحه بالحزن والمسكنة الزائفة..
نذهب للسوق فنجد أن عدد المتسولين يفوق عدد المتسوقين..ما ان تمد يدك حتى تطول محرمة او تراجع قائمة ''المطلوبات''البيتية حتى تجد أكثر من عشرين يدا تمتد اليك طالبة المساعدة..وما ان تنحني حتى تحك ''كرشة رجلك'' اليمنى أو تحك أعلى الورك..حتى تجد عشرات الأطفال يقفون بموازاة ''الحكة''، عند بائع القطايف، عند التمر هندي، قرب التمر صيني، امام البنك، تحت النفق، على بوابة الجامع في الشوارع..عشرات الأوراق ذات الطباعة ''المساحة'' والأختام المجهولة تتحدث عن ''بتر عضو''، واستئصال ''سقف حلق''، وقطع ''رجل'' وكسر'' حنك''..يتم ، وترمل، وهجر، وطلاق بائن بينونة كبرى لا رجعة فيه ..من اين جاء كل هؤلاء ؟ ماذا تبقى من الأردن اذا..الحمد لله نحن بلد السلام لم نخض حربا ضروسا، ولم ينفجر داخل حدودنا مفاعل نووي أو قنبلة..فمن اين جاء كل هذا ''البتر'' وهذا ''القطع'' والكسر ''اليتم''؟...ثم لماذا نبتوا الآن على وجه رمضان الصافي الجميل الطاهر المؤمن...معقول نصف شعبنا بات يملك ورقة من وزارة الأوقاف او التنمية تثبت الحاجة؟...
حتى في البيت لا تمر ساعة ''صامدة'' الا وتكسرها طرقة متسول،او بحة صوت متسولة : أول أمس فتحت الباب وأنا نصف نائم ، نسبة الابصار كانت عندي 20% من عيني اليمين لشدة النعس..قالت : من مال الله والله أنا أرملة و بربي ايتام، وأبوهم مسجون...قبل ان اقول لها العبارة المعتادة ''الله ييسرلك يا حجة'' رن هاتفها الخلوي ''خوف الله'' نوع نوكيا ان 91 فقالت: ايوه انا بره..بدي ساعتين ثلاث.بعدين بحاكيك وضعت الهاتف في الحقيبة اليدوية ..ايوه يا خوي وين صرنا..والله الله يعلم بحالي ، مطلقة وعندي كوم بنات'' وجوزي بدفعش نفقة ..وبعد ان نظرت الى هاتفها الحديث قلت لها بالحرف الواحد '' شلون ممكن اصير مطلقة مثلك واشيل تلفون زي هاظ''...فأنا ما زلت احتفظ بجهاز خلوي نوكيا 6230 اشتريته في شتاء ,2005.
ahmedalzoubi@hotmail.com