الأردني الطريف» والوزير شطح
تم نشره الإثنين 31st آب / أغسطس 2009 03:18 صباحاً

عريب الرنتاوي
يحكى أن أردنيا "ورعا" قضى ردحا من الوقت متعبدا في مقام "سيدنا الخضر" الكائن في قرية "عين عرب" ، نجح في إقناع سكان القرية وأعيانها ، بالسماح له بترميم المقام على نفقته الخاصة ، من دون أن يسأله أحد عن سر اختياره لهذا المقام دون سواه ، مكانا لممارسة طقوس العبادة من صلاة وقيام وتسبيح ، ولمن لا يعرف "عين عرب" ، فهي قريبة لبنانية تغسل أقدامها في مياه نهر الحاصباني ، وتسند ظهرها إلى مرتفعات الجولان السورية المحتلة ، وتسهر على أضواء قرى الجليل والمرج.
إلى أن استفاق الأهالي ذات صباح ، فإذا بالترميم يتحول إلى "حفريات" ، والسجود والركوع بحثا مضنيا عن الذهب والفضة ، وإذا بـ"شخينا الجليل" يتكشف عن مرض عضال اسمه "حمّى الذهب" يدفع المصابين به ، إلى قضاء نحبهم في المغائر والكهوف جريا وراء سراب الأصفر وبريقه ، فما كان من السكان البسطاء إلا أن انقضّوا على صاحبنا وأخرجوه من بلدتهم بغير ما استقبلوه فيها.
هذه النهاية غير السعيدة ، لم تقنع صاحبنا بترداد قول امرؤ القيس:"وقد طوّفت في الآفاق حتى...رضيت من الغنيمة بالإياب" ، فمضى من يأسه يبحث عن يائسين مثله ، علّ حلف اليائسين الذي يزمع تشكيله ، يمكّنه من إعادة الكرّة ثانية ، فكان أن وقع بعد طول بحث وتمحيص على "شريك استراتيجي" هو وزير المالية اللبنانية نفسه محمد شطح ، ما حدا غيره ، الذي يبدو أنه "لم يكذّب خبرا" ، فجرّد حملة كاملة ضمت مساعديه ومرافقيه ورجال أمن ، توجهوا في قافلة من السيارات الفارهة والجيبات العسكرية إلى القرية المذكورة ، في مشهد وصفه المواطنون بـ"الغزوة" ، أخرجوا معاولهم ومجارفهم وأخذوا ينقبون عن "الكنز" المدفون ، مستجيبين لتوجيهات وإرشادات "الأردني الطريف" الذي أكد سكان القرية أنهم شاهدوه برفقة الوزير في "غزة عين عرب".
لم تكن الغيرة على "الآثار" هي التي أخرجت الوزير من مكتبه وألقت به إلى أطراف الحدود مع سوريا صحبة "الأردني الطريف" ، وإلا لكان أسهل عليه ، أن يذهب للتنقيب عنها تحت أنقاض مخيم "نهر البارد" التي يقال أنها ترقد فوق آثار تاريخية تبرر - أو تستخدم كمبرر - لتجميد عمليات إعادة إعمار المخيم ، فوزير المال كما هو معلوم ، لا تحركه إلا أرقام العجز في الموازنة وصافي رصيد الدين العام.
في الطريق الطويل من بيروت العاصمة إلى قضاء راشيا ، يبدو أن أحلام الثراء السريع لم تتدافع في مخيلة صديقنا "الأردني الطريف" فحسب ، بل داهمت من دون استئذان ، خيال ومخيلة وزير المال اللبناني ، الذي يرزح تحت نير دين عام يزيد عن الخمسين مليار دولار ، لم يعد يمتلك لا هو ولا وزارته وحكومته ، من وسيلة لتسديده غير البحث عن "الكنوز المرصودة" والمطمورة ومخلفات العثمانيين ، أما أدوات تسديد الدين العام ، من جدولة وإعادة جدولة إلى شراء وإعادة شراء مرورا بتحويل الدين إلى استثمار فلم تعد ذات نفع وجدوى ، فاستعيض عنها بالفأس و"الكريك" و"الحجب" و"التعويذات" ، وحلّ الضرب في الرمل والمندل وقراءة الأكف والطالع عند شيوخ الكتاتيب والكهوف ، محل "الباور بوينت" والتقارير الملونة المطبوعة على ورق صقيل والممهورة بخاتم صندوق النقد الدولي.
كثيرون قالوا في الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية ، أنها ذروة إفلاس الليبرالية الجديدة المنفلتة من عقالها ، وكثيرون سيقولون في "غزوة الخضر" التي قادها الوزير الذي يبدو أنه "من أول ما شطح نطح" أنها ذروة إفلاس "الحريرية الاقتصادية" ، التي ترتبط بها ، وبها حصرا ، مشكلة المديونية الفلكية ، هذا إذا نزّهنا الوزير عن المآرب والأغراض الشخصية لحماسه الفائض والمحموم للتنقيب عن الذهب في مراقد الأولياء وتحت عظامهم وجماجمهم.
إلى أن استفاق الأهالي ذات صباح ، فإذا بالترميم يتحول إلى "حفريات" ، والسجود والركوع بحثا مضنيا عن الذهب والفضة ، وإذا بـ"شخينا الجليل" يتكشف عن مرض عضال اسمه "حمّى الذهب" يدفع المصابين به ، إلى قضاء نحبهم في المغائر والكهوف جريا وراء سراب الأصفر وبريقه ، فما كان من السكان البسطاء إلا أن انقضّوا على صاحبنا وأخرجوه من بلدتهم بغير ما استقبلوه فيها.
هذه النهاية غير السعيدة ، لم تقنع صاحبنا بترداد قول امرؤ القيس:"وقد طوّفت في الآفاق حتى...رضيت من الغنيمة بالإياب" ، فمضى من يأسه يبحث عن يائسين مثله ، علّ حلف اليائسين الذي يزمع تشكيله ، يمكّنه من إعادة الكرّة ثانية ، فكان أن وقع بعد طول بحث وتمحيص على "شريك استراتيجي" هو وزير المالية اللبنانية نفسه محمد شطح ، ما حدا غيره ، الذي يبدو أنه "لم يكذّب خبرا" ، فجرّد حملة كاملة ضمت مساعديه ومرافقيه ورجال أمن ، توجهوا في قافلة من السيارات الفارهة والجيبات العسكرية إلى القرية المذكورة ، في مشهد وصفه المواطنون بـ"الغزوة" ، أخرجوا معاولهم ومجارفهم وأخذوا ينقبون عن "الكنز" المدفون ، مستجيبين لتوجيهات وإرشادات "الأردني الطريف" الذي أكد سكان القرية أنهم شاهدوه برفقة الوزير في "غزة عين عرب".
لم تكن الغيرة على "الآثار" هي التي أخرجت الوزير من مكتبه وألقت به إلى أطراف الحدود مع سوريا صحبة "الأردني الطريف" ، وإلا لكان أسهل عليه ، أن يذهب للتنقيب عنها تحت أنقاض مخيم "نهر البارد" التي يقال أنها ترقد فوق آثار تاريخية تبرر - أو تستخدم كمبرر - لتجميد عمليات إعادة إعمار المخيم ، فوزير المال كما هو معلوم ، لا تحركه إلا أرقام العجز في الموازنة وصافي رصيد الدين العام.
في الطريق الطويل من بيروت العاصمة إلى قضاء راشيا ، يبدو أن أحلام الثراء السريع لم تتدافع في مخيلة صديقنا "الأردني الطريف" فحسب ، بل داهمت من دون استئذان ، خيال ومخيلة وزير المال اللبناني ، الذي يرزح تحت نير دين عام يزيد عن الخمسين مليار دولار ، لم يعد يمتلك لا هو ولا وزارته وحكومته ، من وسيلة لتسديده غير البحث عن "الكنوز المرصودة" والمطمورة ومخلفات العثمانيين ، أما أدوات تسديد الدين العام ، من جدولة وإعادة جدولة إلى شراء وإعادة شراء مرورا بتحويل الدين إلى استثمار فلم تعد ذات نفع وجدوى ، فاستعيض عنها بالفأس و"الكريك" و"الحجب" و"التعويذات" ، وحلّ الضرب في الرمل والمندل وقراءة الأكف والطالع عند شيوخ الكتاتيب والكهوف ، محل "الباور بوينت" والتقارير الملونة المطبوعة على ورق صقيل والممهورة بخاتم صندوق النقد الدولي.
كثيرون قالوا في الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية ، أنها ذروة إفلاس الليبرالية الجديدة المنفلتة من عقالها ، وكثيرون سيقولون في "غزوة الخضر" التي قادها الوزير الذي يبدو أنه "من أول ما شطح نطح" أنها ذروة إفلاس "الحريرية الاقتصادية" ، التي ترتبط بها ، وبها حصرا ، مشكلة المديونية الفلكية ، هذا إذا نزّهنا الوزير عن المآرب والأغراض الشخصية لحماسه الفائض والمحموم للتنقيب عن الذهب في مراقد الأولياء وتحت عظامهم وجماجمهم.