شعب محسود

لو كنا نؤمن بالخرافة و الشعوذة، لقلنا ان المشاجرات التي نشبت بين اردنيين في الاسابيع القليلة الماضية بفعل حجاب او حسد .
وما دمنا نخشى على وحدة نسيجنا الاجتماعي والوطني قد نضطر ان نؤمن بهذه الثقافة، والمبرر الذي قدمه مسن على حافة القبر، اننا الاردنيون شعب محسود .
ولان ما نراه يشي بخطر ليس في اي حسبان، فانا سارفض اي مبررات غير تلك التي يرددها العامة باننا محسودون .
محزن ان نضع وحدتنا التي استعصت فكفكتها على كل مخططات الاعداء والمتربصين، في مهب تداعيات خلاف على موقف سيارة او سائق لم يعط الطريق حقه او صغير تطاول على كبير في لحظة جهل.
فاي ضنك اقتصادي او معيشي قد يبرر اشتباك جهال في فشة خلق ، ولكن ان يفقد الحكماء، الحكمة والحلم، ويكونوا وقودا لمشاجرات لا نعرف الى أي مجهول نسير، فهذا الخطر بحد ذاته.
من المبكي ان نسمع ان بين مصابين في مشاجرة نشبت بسبب تعفير سائق سيارة التراب على احد المارة، استاذ جامعي. فالاصل في هذا الاكاديمي ان يكون مانعا لذلك الاثم الذي نحتاج الى سنوات لاطفاء حقد تبعاته.
ظاهر مشهد المشاجرات، انه فشة خلق. ولكن في التفاصيل، قلق من ان يثقب بعض الذين روحهم في مناخيرهم سفينة الوحدة التي تسير بثقة الى بر الامان.