سلاح لا قيمة له!

والمعادلة متساوية: فإن المبالغة في خطورة وصول ايران الى امتلاك سلاح نووي، هي كالمبالغة في قوة ايران الاقليمية في حال امتلاكها للسلاح النووي!!.
فالاتحاد السوفياتي انهار، رغم امتلاكه ثلاثين ألف رأس نووي، واربعة ملايين جندي.. وامتداد استراتيجي هائل من فلاديفوستوك الى برلين. وانهار دون حروب!! وانهار من الداخل!!.
- حتى اذا امتلكت ايران سلاحا نوويا، فما الذي ستفعله به، طالما أن استعماله مستحيلا؟؟.
- قبل ايران امتلكت باكستان سلاحا نوويا ثم ماذا؟! لقد تجمد صراعها السياسي مع الهند على كشمير بفعل توازن الرعب. ثم أن هذا السلاح لم يحمها من مواطنيها الطالبان، ولم يعزز سلطة الدولة على ولايات الشمال الغربي. ثم أنها الان بفعل التداخلات الاميركية اضعف دولة اسيوية في مثل حجم باكستان!!.
لا تستطيع ايران النووية تخويف الخليج العربي لأنها ليست مهيأة لمحاربة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا (لها قاعدة في الامارات) ترابط في المنطقة بكثافة وانما تعطيها المبرر!!.
ولا تستطيع ايران النووية الهيمنة على تركيا، لأن تركيا اقوى منها عسكريا، ولأنها تحتفظ بشبكة صداقات دولية لا تستطيع ايران ان تزيد عليها.
ولا تستطيع ايران النووية الهيمنة على جيرانها في الشمال من جمهوريات اسيا السوفياتية السابقة، لأن هذه الجمهوريات متحالفة مع قوة كبرى لن تسمح لها بمثل هذه الهيمنة. اضافة الى أن هناك جمهوريات اسيوية مجاورة كبيرة وبالغة القوة!!.
ان الدول الاعضاء في مجلس الامن أو المانيا أو اسرائيل تجعل من الخطر النووي الايراني ''فزاعة'' لاهداف ليست منها الخوف من السلاح الايراني، فتواجد الدول الغربية في الخليج -كما قلنا- سبب ونتيجة، والهيمنة على ايران ذاتها بسلاح المقاطعة سبب آخر. وتهرب اسرائيل من الاعتراف بدولة فلسطينية هو واحد من ''اخطار'' السلاح النووي الايراني.
قد يكون نفوذ طهران السياسي في لبنان أو في غزة، أو في اليمن، أو العراق، أهم كثيرا من امتلاكها للسلاح النووي. وأقل كلفة فبضعة ملايين تدخل في حسابات اصدقائها لا يمكن مقارنتها ماليا بشراء المعرفة العلمية في عملية التخصيب أو في شراء وتصنيع الصواريخ الكورية الشمالية.
الصوت العالي الذي تطلقه حكومة طهران بشأن مفاعلاتها النووية، لا يختلف كثيرا عن الصوت العالي بمحو اسرائيل عن الخارطة. هو مجرد صوت عال!!