عوزي أراد : الأسد لم يخرق الميثاق باستخدامه الكيماوي ضد شعبه !

المدينة نيوز : - أجرى مراسل راديو إسرائيل الاتصال التالي مع البروفيسور عوزي أراد الباحث في مركز هرتسيليا متعدد المجالات وتاليا الترجمة التي أعدها مراسلنا في القدس المحتلة :
سمعنا أن الولايات المتحدة تطرقت المرة تلو الأخرى إلى ميثاق الأمم المتحدة الذي يحظر استخدام الأسلحة الكيميائية، هل هذا الاتجاه له ما يبرره ؟ .
لقد اعتمد أوباما وكيري إلى حد كبير على انتهاك ميثاق جنيف في العشرينات الخاص باستخدام الأسلحة الكيميائية، بيد أن هذا الاتجاه ضعيف للغاية من ناحيتهما، نظرا لأنهما لا يستطيعان إثبات إن السوريين استخدموا الأسلحة الكيميائية ومن ثم انتهكت الميثاق الذي وقعت عليه. أضف إلى ذلك أن الميثاق المذكور يحظر استخدام الأسلحة الكيميائية بين الدول المتحاربة، بيد أنه لا يحظر استخدامه داخل الدولة نفسها ضد مواطنيها. ومن ثم فإن النظام السوري لم ينتهك الميثاق. كما أن سورية لم توقع على حظر انتشار الأسلحة الكيميائية وتطويرها، ومن ثم فإنها لم تنتهك أية مواثيق دولية بهذا الصدد. ومن ثم إذا استثنينا المناظر الصعبة التي شاهدناها في الأفلام، فإن سورية لم تنتهك أية مواثيق دولية. هذا في الوقت الذي انتهكت فيه إيران المواثيق الدولية في المجال النووي الذي يعتبر أكثر أهمية من الأسلحة الكيميائية. ومن ثم فإن المجتمع الدولي والجماهير الأميركية على استعداد لتقبل عملية عسكرية ضد إيران، أكثر من تقبل عملية عسكرية ضد سورية.
قضائيو البيت الأبيض معروفون بدقتهم البالغة في كل شيء، فكيف ارتكبوا هذا الخطأ؟
لا أعرف أين ارتكبوا هذا الخطأ. وأود أن أقول لك أنه تم استخدام الأسلحة الكيميائية في السابق وكانت الولايات المتحدة غير مبالية تجاهها، فقبل بضعة أشهر تم استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية. وكذلك العراق استخدم الأسلحة الكيميائية ضد إيران، لكن السياسة الأميركية كانت آنذاك أكثر عدائية لإيران، لذا تجاهلت الوضع. ولم تبد معارضة إلا حينما استخدم العراق الأسلحة الكيميائية ضد الأكراد. أي أن الولايات المتحدة تختار متى تضخم المواضيع بناء على اتجاهات سياسية. وأعتقد أن الخطأ الأميركي يأتي في المجال السياسي الدولي الإستراتيجي. وتذكر أن جون كيري ذهب وعاد من سوريا وأثنى على الرئيس الأسد، وها هو الآن يستخدم مصطلحات ميونيخ. وهناك خطأ آخر ينتقده كيري نفسه وهو الهجوم على العراق، ما هي المشكلة التي كنا نواجهها في العراق عام 2003؟ لقد كان محور الشر مشخصا بصورة جيدة : كوريا الشمالية، إيران، والعراق. لكن الولايات المتحدة أخطأت، ولم تركز على إيران مثلما قال لها الإسرائيليون وليس على العراق. فقد كان العراق آنذاك واقعا تحت العقوبات، في حين أن إيران بدأت خطة تخصيب اليورانيوم، لكن الولايات المتحدة هاجمت العراق ووقعت في وحله خطأ. ومن الممكن أن يحدث نفس الشيء حاليا، وتهاجم سورية بدلا من إيران، وتغرق في وحلها بدلا من أن تتجه الاتجاه الصحيح نحو إيران.
( المصدر : جي بي سي نيوز - القدس المحتلة ) .