زيتون «الاردن» ليس داشراً

يبيع السماسرة والوسطاء اربعة وثلاثين بالمائة من الزيتون المعلق على شجر الزيتون في الاردن لاسرائيل قبل قطافه. واسرائيل قد تجد بيننا من هو مستعد لبيع "مقامات الانبياء والصحابة".. مقابل حفنة دنانير.
سياسة الزراعة الحالية سياسة غير مريحة ابدا. ولا ثأر شخصيا بيني وبين احد لان المسؤولين لدينا حين تنتقدهم يجن جنونهم. ويبحثون عن اي معاملة لجدتي الراحلة للقول ان هناك اسبابا "شخصية" خلف النقد. يلوي بعضهم وجهه حين تنتقده. ولا يريد ان يقتنع ان هناك فرقا بين نقد الشخص لشخصه. ونقد الشخص وفقا لموقعه وسياساته. لان المسؤول لدينا هو الانا والكل. ولا.. حد فاصلا بين هذه الحالات ، ولو اقسمت على الكتب السماوية لما صدقك اصحاب المواقع بأنك بريء النوايا.
ترسل اسرائيل سماسرتها كل عام لشراء اكبر كميات من ثمر الزيتون بعد قطافه من اجل معالجته واعادة تصديره منزوع الحموضة الى اوروبا بأسعار فلكية. اليوم اسرائيل باتت جريئة بحيث اشترت الثمر وهو على الشجر وقبيل قطافه. لانها تعرف ان موسم زيتون هذا العام قليل وشحيح. ولا تريد ان تخسر اسواقها في العالم. فلا تجد اقرب من الاردن لشراء زيتونه وهو على شجره. مسؤولو الزراعة سيقولون مسبقا ان هذه تجارة. استيراد وتصدير. ولا يستطيعون منع بيع الزيتون وهو على شجره. او بعد قطافه. الماء والسماد والعرق منا. والبركة لاسرائيل،.
قصة التطبيع الزراعي اتسعت خلال الشهورالاخيرة بشكل واضح وغريب وعجيب. الاف الكيلوغرامات من بذور البصل الاسرائيلي غزت السوق ، نصف الاغوار تم زرعها ببذور بصل اسرائيلية مرت من تحت عيون خبراء الزراعة العباقرة. وادى نصفها الى احتراق الارض وظهور امراض جديدة. البصل منهم والخيار منا. ولا يبقى سوى ان تشكر الله على مائدة الافطار على ان اعطاك فرصة لتناول سلطة "مطبعة" بما في الكلمة من معنى. الامر لا يقف عند هذا الحد. انواع الفواكه والخضار التي تتدفق الى السوق باتت كثيرة من البطاطا الى الجزر. وكالات تجلب الادوية الزراعية وانواعا من الاسمدة من اسرائيل. وقصة البذور لاتقف عند حدود بذار البصل.
وزير الزراعة بامكانه ان يمنع كثيرا من هذه الممارسات. ببساطة يمنع تصدير الزيت والزيتون الى اي بلد لان المحصول لن يكفي البلد. ولو لم يفعل الوزير ذلك فسوف تصل تنكة الزيت الى مائة وخمسين دينارا. وزارة الزراعة تتفرج على مشهد التطبيع الزراعي وكأن لا علاقه لها بنتائجها. في المقابل تجربة العزيزة "مصر" في التطبيع الزراعي ادت الى خراب الاف الفدانات في "مصر" واحتراق الاراضي وانتشار الامراض بين الزراعات وبين البشر ايضا. لم نتعلم نحن ولن نتعلم.
زيتون الاردن "ليس داشرا".... ، وحفنه من السماسرة تريده داشرا عبر بيعه الى اسرائيل ، ولنطلق حملة وطنية لمنع تصدير الزيت والزيتون.
mtair@addustour.com.jo