هجمة ترهيبية اسرائيلية على امريكا واوروبا

تم نشره الأربعاء 09 أيلول / سبتمبر 2009 03:28 صباحاً
هجمة ترهيبية اسرائيلية على امريكا واوروبا
راكان المجالي

ما بين وعد بلفور في العام 1917 بانشاء وطن قومي لليهود في فلسطين الى وعد بوش الاب في العام 2004 باقامة دولة يهودية على كل ارض فلسطين ، ظل الوعد الغربي هو هو في تمكين اليهود من تطوير مشروعهم لاغتصاب كل فلسطين ، ولاقامة الدولة اليهودية الخالصة على ارضها من البحر الى النهر.

وتعتبر حكومة نتنياهو ليبرمان اليمينية المتطرفة انها على الصعيد الصهيوني وحدها المؤهلة لتمثيل هدف اقامة الدولة اليهودية ، وبشكل واضح تعلن هذه الحكومة بانها تتعامل مع الفلسطينيين كجالية ، والامر محسوم بالنسبة لفلسطينيي 1948 اما في الضفة الغربية التي هي في نظرهم يهودا السامرة فهي على طريق حل المشكلة السكانية من خلال حل امني يتولاه بنجاح الجنرال الامريكي كيث دايتون ، وحل اقتصادي يقترحه نتنياهو باقناع الفلسطينيين باستبدال الارض والقضية الوطنية بلقمة عيش مغموسة بالذل.

وموضوع الدولة اليهودية في رأيهم لا يحتمل غرباء في تكوين هذه الدولة اليهودية ولذلك فيقول وجود الجالية الفلسطينية مؤقت ، كما ان الاعتراف العالمي بهذه الدولة اليهودية يعني اغلاق الباب في وجه دول ثنائية القومية في فلسطين للقضاء على التمييز العنصري كما حدث في جنوب افريقيا،،

ومن تجليات اللحظة الراهنة تبرز اندفاعة حكومة نتنياهو للبدء بتكريس الدولة اليهودية وحقها في كل ارض فلسطين ومن ذلك حقها في التوسع في الاستيطان والاستيلاء المتمادي على الارض الفلسطينية تدريجيا ، وهنالك غطرسة واستكبار وارهاب سياسي في مواجهتها لكل من يعترض استكمال مقومات الدولة اليهودية ومن ذلك التوسع في الاستيطان ، وحتى الافكار النظرية حول هذه المسألة التي تطرحها ادارة الرئيس اوباما غير مقبولة ، ولذلك بدأت الحكومة الاسرائيلية هجوما مضادا مبكرا ضد ما يمكن ان يطرحه الرئيس اوباما في خطابه ومبادرته الموعودة التي سيطلقها قبل نهاية هذا الشهر من خلال الامم المتحدة.

باتجاه اوروبا قاد نتنياهو تحركا اوروبيا لتبرير رفضه للحد من التوسع في الاستيطان ودرج بشكل خاص لاكذوبة ان اسرائيل مهددة من جيرانها وانها تعيش في محيط يرفضها وان الحل هو في التطبيع وقبولها وقبول مخططاتها كأمر واقع من باب الدفاع عن الوجود..

اما باتجاه الولايات المتحدة الامريكية فان برنامجا سياسيا مكثفا يقوده وزير الخارجية ليبرمان ونائب رئيس الوزراء موشيه يعالون وعدد اخرمن اقطاب الحكومة والكنيست وعشرات من اقطاب السياسة اليمينية ، بمساعدة اللوبي الصهيوني الامريكي الذي اعد لهم لقاءات ومحاضرات واسعة ومكثفة في كل الولايات الامريكية يشارك بها الى جانبهم اعضاء الكونجرس والنواب الامريكي في كل ولاية يزورونها لمؤازرة طروحات ليبرمان.

وكما هو واضح فان الصهاينة نجحوا في العام الاخير في برمجة الغالبية الساحقة من اعضاء مجلس الشيوخ والنواب الامريكي وذلك لتطويق اي تحرك حقيقي يمكن ان تقوم به ادارة اوباما لتحريك التسوية باتجاه حل الدولتين .

وبالاضافة الى الشيوخ والنواب الامريكان فان الهجمة الاسرائيلية السياسية الجديدة التي يقودها ليبرمان تهدف الى تعبئة الرأي العام ضد اي توجهات للحد من الاستيطان فقد بات محرما ان ينتقد احد اسرائيل ويكدر خاطرها بالاضافة الى الترويج بان الدولة العبرية هي ضحية وسط محيط اسلامي متطرف لا يقبل وجودها والاصح تسيدها للمنطقة.

وبدون تفجع وتحسر ونعي للدور العربي على خريطة السياسة الدولية فان هذا الغياب او الغيبوبة تترك الساحة العالمية مفتوحة على اتساعها لاسرائيل وتحبط من يريد الوقوف معنا ما دمنا لا نعرف كيف نقف مع انفسنا وقضيتنا.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات