سي آي إيه : الأسد حرك أسلحته الكيماوية ولا نملك معلومات إلا عن 19 موقعا

المدينة نيوز : - تناوب ستة مراسلي أنباء أميركيين تمؤخرا على الجلوس على المقعد المواجه لمقعد الرئيس أوباما الذي أكد خلال حديثه الانتقال إلى المرحلة الدبلوماسية لحل الأزمة السورية.

وفي تعليق المحلل الإسرائيلي للإذاعة العبرية تشيكو منشه قال : لقد حدث انطباع لكل من راقب الرئيس أوباما أنه يبذل جهدا كبيرا كي لا يقفز من فوق مقعده ويعانق الاقتراح الروسي الخاص بسورية. وبدلا من ذلك حافظ على رباطة جأشه وقال: إن الاقتراح الروسي قد يكون جديا، وذلك يحتاج إلى فحص. ولا ندري كم مرة غير مستشارو أوباما النقاط والمعلومات التي ضمنوها الأوراق المطروحة أمام الرئيس في غضون الأيام القليلة الماضي، نظرا لأنهم لم يتوقعوا الاقتراح الروسي والتنسيق الروسي السوري بهذه السرعة.

وأضاف: لقد سارع وزير الخارجية كيري في أعقاب طرح الاقتراح الروسي للقول: إن بمقدور الأسد تجنب الهجوم إذا سلم آخر غرام من أسلحته الكيميائية خلال الأسبوع القادم، لكنه لن يفعل ذلك. وبعد فترة قصيرة يجري الرئيس أوباما مقابلات يقول فيها: إن من المحتمل أن يكون الاقتراح بمثابة انفراج. ولا شك أن هذا التضارب في التصريحات يشير بوضوح إلى أن الأمور لم تكن منسقة بصورة محكمة. فلم يكن أحد يتصور أن يقدم الرئيس الروسي بوتين السلم بهذه السرعة إلى أوباما للنزول من فوق الشجرة التي صعد إلى علوها الشاهق، خصوصا أن أوباما كان قد قيد يديه بنفسه حينما سلم "مفاتيح" القرار للكونجرس، ولا شك أنه ارتكب بذلك خطأ إستراتيجيا كبيرا. ولا شك أن الرئيس أوباما دفع وسيدفع المزيد من الثمن عبر تدنى مستوى الردع الأميركي، وكذلك إسرائيل ستدفع الثمن.

ويبدو أن بمقدورنا أن نقول: إنه تم التوصل فعليا إلى تسوية للأزمة عبر الرقابة الدولية عبر قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي وتحقيق الاقتراح. الأمر الذي يمكن أن نصفه بأنه انتصار كبير دون شن هجوم على سورية. فالردع لا يتطلب الهجوم بالضرورة، بل يتطلب تحقيق الأهداف دون ذلك. بيد أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل هناك صورة للردع الأميركي لا زالت قائمة؟ هل الخيار العسكري الأميركي حقا ذو مصداقية عالية؟. لقد قال أوباما أنه حقق الهدف دون شن الهجوم، وهو محق في ذلك، بيد أن عليه أن يحافظ على وجود مقدرة الردع الأميركية قائمة. إن هذا الاتجاه هو ما يريده أوباما، وكيف يتمكن من إنجازه يجب أن يبقي خيار الردع قائما.

وذكر المراسل أن الصحفي ديفيد سينجرا العامل في نيويورك تايمز، وهو مراسل ذو مصداقية عاليه يقول: إن جهات استخبارية أميركية قالت له: إن لديها حتى الآن معلومات حول 19 موقعا يحتفظ السوريون فيها بأسلحتهم الكيميائية من بين 42 موقعا. لقد قام الأسد بتحريك أسلحته الكيميائية في الآونة الأخيرة من مكان إلى آخر، الأمر الذي يتطلب سنوات من أجل الحصول على معلومات ورقابة على جميع المواقع الكيميائية.

( المصدر : جي بي سي نيوز - غزة ) .