طبيب شرعي منشق يكشف أدلة استخدام الكيماوي في سوريا

المدينة نيوز - اتهم الدكتور "عبد التواب شحرور" رئيس الطبابة الشرعية في محافظة حلب شمال سوريا، النظام السوري بإخفاء عينات تؤكّد وقوع استخدامٍ لأسلحة كيماوية في بلدة "خان العسل" التابعة لمحافظة حلب، مؤكدًا أنه وثَّق مع زملائه الأطباء في مركز الطب الشرعي، مقتل آلاف الضحايا الذين أحضروا إلى الطبابة الشرعية لإجراء الكشف الطبي الشرعي عليهم، بسبب تعرضهم لاستنشاق غازاتٍ سامّة.
وقال "شحرور" في مؤتمر صحفي عقده في مدينة اسطنبول التركية، إن انشقاقه عن النظام في 15 آب/أغسطس الماضي، جاء بعد "مشاهدته بأم عينه أشكالاً للموت لم يدرسها في كتاب ولم يشاهدها في صورة ومجازر ارتكبت بدمّ بارد"، وأن مغادرته حلب قادماً إلى "الجارة العزيزة والصديقة الغالية تركيا"، جاءت بعد التنسيق مع الثوار، عقب استكماله توثيق "جرائم النظام"، طبقًا لوكالة الأناضول.
وأوضح "شحرور" أنه كشف في الطب الشرعي بمدينة حلب، على 4 – 5 آلاف جثة، وأنه وثّق تلك الجثث التي كانت نصفها مجهول الهوية، وأعدّ تقارير طبية شرعية خاصة بكل واحدة منها، وحفظ تلك التقارير في مركز الطبابة الشرعية بمدينة حلب وسلّم نسخة من تلك التقارير إلى القضاء، كما احتفظ بنسخة منها لديه، مؤكّداً أن المجزرة التي شهدتها بلدة "خان العسل" في 19 آذار/ مارس 2013، كانت بفعل استخدام أسلحة كيماوية.
وتابع "شحرور" أن الحالات التي وصلته من "خان العسل" كانت تعاني بمجملها من أعراض تنفسية، وتشنج قصبي، وخروج زبد من الفم، زرقة ونبض خيطي وحالة صدمة وأعراض عصبية وغياب عن الوعي، كما أن عدد من أفراد الكادر الطبي بما فيهم هو عانوا من انتقال الإصابة، وأجريت الكشوفات اللازمة على الجثث وشوهد أن جميع المصابين اشتركوا بنفس الأعراض وأن المعطيات أشارت أن المصابين استنشقوا مادّة سامّة، فقمنا بعد عرض نتيجة التحليل علينا، بإعداد تقريرنا النهائي، الذي وقع عليه من ثلاثة أطباء شرعيين، وأشرنا في التقرير إلى أن الضحايا تعرضوا إلى مادة سمية غازية، كما أحضرنا عينات كانت عبارة عن طائر صغير ميت وقطعة ملابس وعينة دموية للقضاء، الذي تكتم عليها وأقفل موضوعها.
وأشار "شحرور" إلى أن عسكرياً واحداً تابعا للنظام أصيب في خان العسكل أما 49 إصابة أخرى أصيب بها المدنيون، علما أن موقع "خان العسل" يسيطر عليه من قبل النظام، ويعتبر موقعاً إستراتيجياً لإحتوائه على أكاديمية عسكرية ومواقع للنظام، وأنه قام بجمع الإفادات من مخافر الشرطة التابعة للنظام، وأن غالبية الإفادات أشارت أن طائرة حلّقت فوق البلدة قبيل بدء المجزرة وأن الطائرة المذكورة أطلقت صاروخاً على المنطقة، ما جعله يتأكّد من استخدام لمواد كيماوية، خاصة وأن النظام عمل على إخفاء الصاروخ الذي أطلق فيما بعد، مؤكّداً أن قوات المعارضة اتهمت ظلماً بارتكاب تلك المجزرة، وأن النظام يقوم مباشرة وبشكل مستمر، باتهام قوات المعارضة بأي جناية ترتكب، دون إجراء أي تحقيق في الموضوع. ( مفكرة الإسلام )