11 سبتمبر و14 سبتمبر

تم نشره السبت 12 أيلول / سبتمبر 2009 03:27 صباحاً
11 سبتمبر و14 سبتمبر
ياسر أبوهلالة

لا بد أن نكتب عن 11 - 9، فذاك يوم اهتز له العالم، ومقابل البرجين اللذين دمرا دُمر بلدان يضمان ملايين البشر.

تحولت  أفغانستان والعراق إلى ركام وموت لا يتوقف. غادر بوش البيت  الأبيض ولم تضع الحرب أوزارها وما يزال أسامة بن لادن على رأس عمله. وتحولت الحرب على الإرهاب إلى "بزنس" تتنافس فيه الشركات  كما الدول. 

 ليس تقليلا من شأن الضحايا الأبرياء الذين سقطوا، ولكن لماذا
لا يهتم العالم بـ 14 سبتمبر ذكرى صبرا وشاتيلا، تلك المجزرة 
الأكثر دموية وبشاعة من "غزوة نيويورك وواشنطن". لا نقول لماذا 
لا يتعاطف معنا ولكن لماذا يتعاطف مع المجرمين؟
 لم تقيد الجريمة ضد مجهول. المجزرة ارتكبها عملاء إسرائيل من 
القوات اللبنانية  بحراسة الجيش الإسرائيلي وهما سواء. شارون 
وإيلي حبيقة وسمير جعجع وغيرهم .. سواء. في تلك المجزرة باسم 
الدين ارتكبت المليشيا المسيحية جريمة لا تقل بشاعة عما ارتكب في
أميركا بعد عشرين عاما.
شارون أعيد له الاعتبار وسيتسابق العالم على تقديم العزاء في موته المنتظر. ولن تخلو جنازته من عرب "معتدلين" وفلسطينيين
يريدون إحراج معسكر التشدد الإسرائيلي، أما إيلي حبيقة فعاد 
وزيرا بعد انتهاء الحرب وعقب اغتياله أقيمت له جنازة  رسمية
وشعبية! وسمير جعجع من ثوار الأرز الذين يحتفي العالم بنضالهم في  سبيل الحرية، وكأن ميلشيا القوات التي ارتكبت المجزرة كانوا 
متطوعين في الصليب الأحمر وفرق الإغاثة  التي وصلت المخيم.
 في الفيلم الوثائقي "القناع" يتحدث منفذو المجزرة عن
جريمتهم تفصيلا. وتفهم كيف حولتهم الحرب الأهلية إلى وحوش هائمة ، لكنك تتساءل كيف لا يعاقب هؤلاء؟ ولماذا لا يدانون؟ لماذا 
يكافأون؟ صدام أعدم في جريمة ارتكبت في وقت قريب من صبرا
وشاتيلا، التحقيق في جريمة قتل الحريري لم يتوقف إلى اليوم ، في 
لوكيربي دفعت تعويضات بالملاين في شبهة لم تثبت.
الظلم هو رحم الإرهاب، وستظل الرحم ولودا. لو أن العالم 
أنصف ضحايا صبرا وشاتيلا لما كانت 11 سبتمبر، ليس الإنصاف
بمعاقبة المجرمين في محاكمة دولية عادلة وإنما بإنهاء المخيم،
فهو شاهد بغيض على ظلم مقيم. لا يزال المخيم إلى اليوم بائسا،
ولا تقل المقبرة عنه بؤسا. حاولوا أنهاءهم بمجزرة لكنهم باقون،
ينتهي المخيم عندما يعودون.           
                 
yaser.hilala@alghad.jo



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات