بعد «هدم» بناء المطار!

يبشرنا المسؤول بأن بداية مشروع تطوير مطار عمان المدني /ماركا/ سيكون بهدم البناء القديم.. تماما كما بشرنا مسؤول آخر بهدم مبنى مطار الملكة علياء الدولي.. لبناء مبنى المطار الجديد!!.
ترى لماذا يبدأ أي مشروع توسعة أو تطوير أي شيء في بلدنا.. بهدم القديم!! تصوروا لو ان المبنى رقم 5 في مطار هيثرو كان سيبدأ بهدم الأبنية الأربعة التي كانت مطار هيثرو!؟. تصوروا لو أن مبنى مطار فرانكفورت التي بدأت توسعته عام ,1966. كان سيمر بنفس الأجراء العبقري!!.
لقد تساءل المدير التنفيذي السابق للملكية الأردنية: لماذا اقمنا المطار الجديد إذا كان سيتألف من أربع عشرة بوابة.. في حين أن المطار الحالي يحتوي اثنتي عشرة بوابة؟؟. لماذا نهدم بناء مطار له اثنتا عشرة بوابة لنبني مطارا له بوابتان أكثر؟!!.
لقد سمعت من أحد الناس اجابة على السؤال: لماذا أنت منشغل هكذا؟؟. هناك شركة فرنسية تستثمر في المطار الجديد.. فإذا خسرت فهي التي تخسر لا نحن!!.
الخبر الخاص بمطار عمان المدني /ماركا/ أن البداية ستكون باحالة الفكرة على شركة استشارية لتقييم ربحية المشروع، وحاجات التطوير والتجديد فيه. فإذا كان ذلك كذلك، فلماذا استباق قرار اللجنة الاستشارية بهدم البناء القديم؟؟. ماذا لو أن البناء يمكن أن يكون جزءا من التجديد؟؟ ألا يوفر بلدنا على موازنته المكدودة كذا مائة ألف دينار؟؟.
لقد كنا قبل خمس عشرة سنة ننزل في مطار لارنكا القبرصي.. المؤلف من براكس .. وكان سواح قبرص أكثر من سواحنا بعشر مرات. لم يفكر القبرصيون بهدم ما هو موجود، وربما لم يطوروا ميناءهم الجوي القديم في لارنكا.. فلم نزرها حديثا. لأن السائح لا يهمه فخامة المطار، ولا تشابهه مع مطار شارل ديغول الفرنسي!!.
نتمنى على المسؤول الأردني أن يأخذ على رأسها . فنحن للتذكير ننتمي لعالم الفقراء ولا لزوم لهذه النفخة. وما نقوله بشأن المطار نقوله لأمانة عمان الكبرى التي تريد المزيد من الأبنية الثقافية إلى جانب مركز الحسين، ومدينة الحسين، والمركز الثقافي الملكي، وصالات الفنادق الفخمة وبعضها يتسع لألفي ضيف في أكبر الندوات والمسارح والاحتفالات.
نتمنى على المسؤول أن يوقف استعمال كلمة هدم لأن الوطن بحاجة إلى البناء فقط!.