معاناة الكاتب

كاتب عربي أراد نشر روايته الجديدة, واتصل بعدد من دور النشر فمنهم من طلب مشاركة الروائي بتكلفة الطباعة وآخر طلب طبع الرواية وتوزيعها مقابل مبلغ متواضع جدا يدفع للروائي ولمرة واحدة لا يساوي جهد فصل واحد من الرواية.
وعرض اخير قدم نسبة مئوية ضئيلة من الثمن المطبوع على الغلاف على ان لا يتجاوز عدد النسخ المطبوعة ثلاثة الاف نسخة....
وضع الروائي العربي مشروعه على الرف وعاد يكتب في الصحف من اجل لقمة العيش....تماما مثل اكبر الروائيين العالميين المبدعين الذين عملوا في الصحافة من اجل تأمين عيش لم يكن كريما في مستواه في مراحل صعبة من حياتهم امثال جاك لندن ومارك توين وغيرهما.....
الروائي او الشاعر العربي ولا اقول الاردني فحسب يعاني من الاجحاف بحقه ومعظم المبدعين يعملون في مهن اخرى من اجل تأمين لقمة عيشهم, حتى الاكثر ابداعا منهم لم تحقق لهم اعمالهم الابداعية عيشا كريما, ربما لان نسبة القراء العرب وصلت الى ادنى مستوى في العالم وربما لانهم في بقعة من العالم لا تحترم الابداع ولا تقيم له وزنا وما كثرة الجوائز التقديرية سوى ديكور و"عرض" اننا متحضرون ونواكب العالم فكريا وثقافيا.
كم نشعر بالحزن والاحباط عندما نقرأ ان الروائي الياباني هاروكي موراكامي باع من روايته ستة ملايين نسخة وان روايته ترجمت الى 24 لغة, وعندما نقرأ أن الاسباني كارلوس زافون باع مليون نسخة في بريطانيا وحدها من روايته "ظل الريح"....
واذكر بان لدينا ظواهر جيدة ومبشرة لكنها غير دائمة فهناك رواية "عزازيل" ليوسف زيدان حققت ارقاما جيدة في مبيعاتها وتوزيعها في الوطن العربي وكذلك رواية "عمارة يعقوبيان" لعلاء الاسواني, ورغم ذلك لا اعتقد ان هذا النجاح ليوسف زيدان والاسواني قد احدث انقلابا في حياتهما من حيث مستوى المعيشة والدخل المالي.....لان دور النشر العربية ترفع شعار "العين بصيرة واليد قصيرة" وربما لان دُور النشر ذاتها تعاني من عدم وجود قراء, بل انهم في تناقص وعلى مستوى الوطن العربي الكبير لان الاجيال الجديدة لا تعرف ان تقرأ.0