العيد والسياحة

تم نشره الخميس 17 أيلول / سبتمبر 2009 01:47 صباحاً
العيد والسياحة
طاهر العدوان

في تقرير نشرته "العرب اليوم" امس يؤكد اصحاب المكاتب السياحية ارتفاع الطلب على الحجوزات من قبل الاردنيين, الذين قرروا قضاء عطلة العيد في بيروت وشرم الشيخ وطابا. وكانت ارقام اخرى قد تحدثت (قبل رمضان) بأن اعداد الاردنيين الذين قضوا اجازات صيفية في لبنان بلغت اكثر من 180 الف سائح في شهر تموز فقط وانهم تصدروا قائمة السائحين العرب في البلد الشقيق.

هذا الخبر, تنشره الصحافة بعد كل صيف, وفي نهاية الاعياد, فقد بات واضحاً ان الاردنيين شعب يحب السياحة وقضاء الاجازات في المنتجعات السياحية الاقليمية التي تقدم عروضاً مغرية جداً, بعضها تكون قيمة الانفاق فيها على اسبوع سياحة في الخارج اقل بكثير من قضاء المدة نفسها في المنزل, او ما يساوي يوما او يومين في احد المنتجعات الاردنية مثل العقبة والبحر الميت والبتراء.

عشرات الالاف, بل مئات الالاف من الاردنيين يتدفقون في المناسبات الى الخارج عبر البرامج السياحية المعروضة, وفي كل مرة, وفي كل عام, يتم طرح التساؤل لماذا لا تتم الاستفادة من هذا الوضع (الذي اصبح حقيقة اقتصادية وسياحية) من اجل تشجيع الاردنيين على السياحة الداخلية, في مناطق الاردن الخلابة مثل شاطىء العقبة والبحر الميت, اضافة الى مواقع مدهشة تمتد من ام قيس وطبقة فحل الى عجلون والبتراء ووادي الموجب.. الخ.

لا توجد اجابة غير تلك المكرورة دائماً, وهي ان الفنادق المحلية في المواقع ذات الجذب السياحي, هي فنادق 5 نجوم واسعارها نار. ولا يقدر عليها غير الاغنياء والاثرياء او السائح العربي والاجنبي الغني والثري ايضاً.

وبالطبع, هذا واقع لا يمكن تغييره, ما هو في القدرة على التغيير ان يخلص القائمون على سياسات الاستثمار وتنمية الاقتصاد الى الاعتراف بحقيقة ان الطلب السياحي على غرف الفنادق يفوق المعروض بنسبة كبيرة جداً, وبان الحاجة ماسة الى تشجيع ودعم بناء منتجعات وفنادق سياحية من فئات الثلاثة والاربعة نجوم القادرة على تقديم عروض مشجعة للسياحة الداخلية. تماماً كما يحدث في فنادق لبنان وتركيا وماليزيا وشرم الشيخ والقاهرة واسيوط.. الخ.

يقال وهذا القول صحيح, ان السياحة احد اهم مقومات الاقتصاد الاردني اذا ما احسن استغلالها وتنميتها. فالدخل السياحي للبلد لا يتعلق فقط بمقدار ما ينفقه السائح العربي والاجنبي من عملات اجنبية, ولكن ايضاً بالحفاظ على عدم تصدير واستنزاف هذه العملات عبر السياحة الاردنية الى الخارج, خاصة وان المقومات السياحية الطبيعية والجمالية في شرم الشيخ لا تختلف عنها في العقبة ومنطقة وادي رم ان لم تكن تتفوق عليها, كما ان جبال لبنان ومناطق اصطيافه لها ما يوازيها في عجلون وجرش ومحافظات الشمال.

مرة اخرى, تحتاج هذه المهمة الى ما هو ابعد من مهمات هيئة تنشيط السياحة, فالمسألة ذات بعد استراتيجي اقتصادي تنموي مسؤوليتها تقع على الحكومة اذا ما ارادت ان تنمي السياحة (الداخلية والخارجية) بمستويات مفيدة للاقتصاد الوطني.

ولقد سمعت من وزير السياحة المصري السابق قصة نجاح شرم الشيخ, فقد اكد بان الخطوة الاولى كانت صرف مليارات الجنيهات من قبل الحكومة لانشاء البنية التحتية للسياحة من فنادق واسواق ومطاعم.. الخ, وهو ما قاد القطاع الخاص الى المشاركة بحماس في جعل شرم الشيخ منافسا قويا للاهرامات وشواطىء الاسكندرية.

القصة نفسها تتكرر في تونس, التي قامت فيها اعمدة السياحة على نشر السياحة الرخيصة ما جعلها محط انظار ملايين السياح الاوروبيين.

باختصار, من دون الالتفات الى السياحة الرخيصة, التي تجذب ملايين السياح من الداخل والخارج سيبقى كثيرون في هذا العالم يعرفون الاردن فقط من خلال اعلانات سياحية على شاشات فضائيات عربية ومحلية. لأن السائح في النهاية يحسب التكلفة, ولديه خيارات عديدة لا يستطيع رفضها من استنبول الى بيروت والقاهرة, ومن التاليا الى شرم الشيخ واللاجون.




مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات