مؤامرة «التوطين» عبر الضغط الاقتصادي

تم نشره الأحد 20 أيلول / سبتمبر 2009 04:18 صباحاً
مؤامرة «التوطين» عبر الضغط الاقتصادي
ماهر ابو طير

المديونية التي ستصل الى احد عشر مليار دينار في الاردن ، نهاية هذا العام ، حلها ليس اقتصاديا. حلها "سياسي" بالدرجة الاولى ودون الحل السياسي ، سنبقى تحت وطأة الديون.

ما يريده العالم من الاردن صعب وثقيل جدا.واشنطن وتل ابيب ودول اقليمية اخرى تريد تنفيذ وصفة التوطين الكامل في الاردن بحيث يتم منح حقوق سياسية كاملة واعادة انتاج الاردنيين الذين يحملون صفة لاجئين ونازحين ، باعتبارهم اردنيين فقط ، وهذا يحمل استحقاقات لها علاقة حتى بقانون الانتخابات ، وبالطريقة التي يتم فيها تكييف كثير من القضايا.ما يريده العالم من الاردن يرفضه ايضا الاردنيون والفلسطينيون . حق العودة ليس قابلا للمساومة او التفاوض ، وليس قابلا ايضا لاعادة الانتاج بشكل او اخر ، وحقوق الفلسطينيين التي تمت سرقتها من اسرائيل لا يصير مطلوبا ان يدفعها الاردن ، ولا يكون اخلاقيا ان يطلبها الفلسطيني من الاردن بدلا من اسرئيل ، وكما يقولون.."القصة معقدة والقاضي يهودي".

ما دام الاردن على أعلى مستوى رسمي ، وعلى المستوى الشعبي للاردنيين من شتى المنابت والاصول يتخذون موقفا واحدا موحدا ، من حق العودة ، فان الثمن سيكون اقتصاديا.واشنطن لمن يعلم اتصلت بدول كثيرة ومؤسسات دولية خلال الفترة الماضية وطلبت عدم اعطاء الاردن اي قرش ، لان المطلوب تركيع الاردن.كل علاقات التنسيق الاردنية مع واشنطن ودول اخرى لا تعني ان الاردن محصن ضد المؤامرات او الطلبات السرية والعلنية.هم يريدون المزيد.خصوصا على مشارف حل قد يؤدي الى شطب حق العودة تماما.استهداف الاردن ليس شعارا عاطفيا وهو واقع ، خصوصا ، اذا واصل الاردن رفضه لاي حلول على حسابه ، والاردن في موقفه هذا يتماهى مع موقف شعبه من شتى اصولهم ، لان حق العودة ليس كخصم على الملابس في العيد قابل للخفض او الرفع ، فهو حق مقدس ، ينبغي عرضه على الافراد فردا فردا ، فيختار الفرد لحظتها خياره السياسي واستحقاقات خياره السياسي ، بما تعنيه هذه الاستحقاقات.

الاردن حين يرفض وصفة التوطين لا يرفضها علنا ، فيما يريدها سرا ، ولا يمرر هو المصاعب الاقتصادية عامدا الى شعبه ليقول للناس تحملوا نتائج العنتريات ، ولا يشرب الوصفة بهدوء من اجل تجهيز الشارع الاردني لوصفة التوطين بعد ان يصل الناس الى الجوع الكافر فيصير مطلوبا اي حلواي تعويضات مقابل رغيف الخبز.القصة اخطر من هذا بكثير.الاخطار جدية ، وما يلزم اليوم هو ان نفهم بوعي ان حرصنا على البلد والتماسك اسرار اساسية لمواجهه اي مخططات مقبلة على الطريق ، او يتم تنفيذها تدريجيا.

الدولة على اعلى مستوى لا تقبل التوطين ، والشعب بكل تنوعاته واصوله يفهم القصة جيدا ، كل هذا لن يؤدي الى تمرير الصفقة لان هناك من يجوعنا ، الاحرار يموتون ولا يتاجرون بحق العودة.كل فلسطيني يرحل عن فلسطين يعطي مكانه لاسرائيلي ، والواعون فقط يعرفون ان اسرائيل نهبت حقوق شعب وعليها اعادتها ، دون ان نبحث عن اي طرف عربي ليعوض هذا الشعب عن حقوقه التي نهبتها اسرائيل.فالمشكلة ليست هنا.المشكلة في اسرائيل ، ومواجهه المشكلة بحاجة الى شراكة اردنية وفلسطينية ، بروحية واعية ، فالعالم يريد تركيع الاردن وتجويعه ليقبل اي صفقة مقابل حليب اطفاله.

من يحب الاردن وفلسطين حقا ، يعرف ان المعركة هي غرب النهر.شرق النهر يجب ان يبقى قويا متماسكا ، لان الاخطار لا تستثني احدا.

mtair@addustour.com.jo



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات