لحظة مجنونة

تم نشره السبت 26 أيلول / سبتمبر 2009 09:55 صباحاً
لحظة مجنونة
خالد فخيده

 

شاءت الاقدار في العشر الاواخر من رمضان ان تنجو امراة وابنتاها من حادث سير مروع على طريق شارع الاستقلال.

في ذلك اليوم كان المتبقي على موعد الافطار ما يزيد عن ساعة، وفجأة لمحت سيارة تتجاوزني بسرعة البرق في الجزء الاخير من شارع الاستقلال الذي ينتهي عند جسر النشا. وما ان انتهيت من قول '' ربنا يستر''، واذا بالسيارة تصطدم باحد اعمدة الكهرباء في الجزيرة الوسطية وتطير في السماء بضعة امتار وتسقط على ظهرها وكانني امام عرض للطيران.

ولانها المرة الاولى التي اشاهد فيها هذا '' الاكشن''، فقد هالني المنظر خاصة وان الصراخ بدأ يدب من داخل السيارة حينما استقرت السيارة على يمين الشارع.

في تلك الاثناء لم يخطر ببالي ان احياء سيخرجون من هذا الحادث المروع، ولكن خروج احد البنات من نافذة السيارة وهي تصرخ ( امي .. اختي .. ميشان الله .. وغيرها من عبارات الخوف والهلع) اعاد الي الامل بان الله لا يريد ان يختار في تلك اللحظة احدا الى جواره.

وبهمة من كانوا في المكان استطعنا ان نخرج الفتاة الثانية في حين ان الدماء التي شاهدناها حول جسد الام ارعبنا لاعتقادنا انها قد تكون فارقت الحياة. استفاقت السيدة من ''غيبوبتها اللحظية'' وهي تسال عن فلذات اكبادها فشعرنا بسعادة، ان الحادث مر على خير، وانطفا هلع البنتين وخوفهما على امهما.

المشهد من اول تفاصيله وحتى نهايته، يجعل المرء يكتشف كثيرا من الحقائق. فسيارة الاسعاف وغيرها من اليات الدفاع المدني لم تتمكن من الوصول الى مكان الحادث الا بعد 10 دقائق من لحظة ورود البلاغ عن الحادث، والسبب ليس تلكؤ نشامى هذا الجهاز وانما فضول المارة من المواطنين الذين تسببوا بأزمة سير لا مبرر لها.

ولعل اكثر ما استفزني في ذلك المشهد، سائق ''الونش''، مرار الطريق، الذي اغلق الشارع وعطل مهام رجال الدفاع المدني وسيارة الاسعاف من اجل ان يظفر بـ''30'' دينارا بدل حمل ركام السيارة.

ما جرى في ذلك اليوم كان ممكنا ان لا يحدث، لو ان '' الست الهانم'' التزمت بالسرعة المحددة، وتخلت عن تلك '' اللحظة المجنونة''، التي كادت ان تضيفها وابنتيها الى قائمة الوفيات لولا لطف الله ورحمته.

فهذه المرأة علمتني ان ''ثانية '' كفيلة ان تقلب حياتي من روعة الى مروعة، وان الحد من حرب الشوارع في بلادنا لا يحتاج اكثر من ''صبر تلك الثانية''.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات