آستنا " المحطة الخامسة لمؤتمر الاحزاب الاسيوية "

بعد كل من مانيلا وبانكوك وسيئول وبكين احتضنت عاصمة كازاخستان الجديدة والحديثة " استنا " مؤتمر الاحزاب الاسيوية والذي عقد وسط اهتمام سياسي وزخم اعلامي كبير بمشاركة اكثر من 220 وفد حزبي يملثون 42 دولة اسيوية وبحضور مراقبين من اوربا وامريكا اللاتينية وعلى مدى اربع ايام المؤتمر تناول المشاركون الجوانب السياسية في ارساء قواعد العمل الديمقراطي المشترك ووضع سياسات ورؤى استراتيجية للعمل الاسيوي والوقوف على حيثيات الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الثقافية ولهموم وتطلعات الانسان الاسيوي في العيش الكريم ومشاركة العالم في الحد من ظاهرة التغيير المناخي ولمحاربة العنف والقضاء على الارهاب والاحتكام للغة الحوار لفض النزاعات والعمل على تعزيز الحياة الديقراطية وابراز مضامين حرية المشاركة للشعوب والمجتمعات وغيرها من القضايا التي شملها اعلان استنا الذي هو بمثابة الاعلان الختامي للؤتمر .
" استنا " التي استضافت هذا المؤتمر ارادت من وراء عقده التأكيد على مكانة استنا العاصمة الجديدة لكازاخستان على الصعيد السياسي والاقتصادي ودورها الاقليمي في ترسيخ وتعظيم قيم الروابط والتعاون المشترك ، وعلى اعتبارها تتمتع بموارد طبيعية غنية يجعلها متكأ اقتصادي مهم في اسيا كما تسعى لتكون رافعة سياسية لآسيا الوسطى ، ولقد نجحت استنا ومن خلال ما ظهرت به من امكانات وجهوزية سياسية ان تبرهن قدرها ومكانتها في الوسط الاسيوي وحضورها الاقيمي ، حيث استطاع حزب توراوتان الحاكم الذي يتزعمه الرئيس نزار بابيف ان يقدم نموذج سياسي يسجل على صعيد الرعاية والمشاركة في الاعداد والتنظيم استحق عليها الاشادة من جميع الوفود المشاركة ، فكان لاستنا ما ارادت .
كما حظى مؤتمر الاحزب الاسيوية العالمي باهتمام كبير هنا في استنا حيث قامت الامم المتحدة باضفاء حالة دولية على اطاره العام عندما وجه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون خطابه للمؤتمر حمل مباركة الامم المتحدة على الجهود التي يقوم بها مؤتمر الاحزاب الاسيوية العالمي في ترجمة تطلعات الانسانية لمشاركة فعالة ومؤتمره مع بقية القارات التي تقوم وفي ذات الاتجاه على تعظيم اطارها الديمقراطي بما يحفظ للانسانية قيمها ووجودها ويقوي من روابط المشاركة الاممية بين الشعوب والمجتمعات ويقدم حالة انسانية جيدة قوامها التعايشى السلمي والحوار الحضاري ومنهاجها التنمية والنماء .
ولقد كان لحضور الاحزاب العربية عظيم الاثر في اثراء هذا اللقاء الديمقراطي الاسيوي الحزبي وعلى كافة الاصعدة ، عندما برهنت الاحزاب العربية قدرتها على فرض ايقاع متناغم جديد للصورة الديمقراطية الاسيوية ، مع انها تشارك للمرة الاولى في هذا المؤتمر الاسيوي العالمي حيث تميزت وامتازت الوفود العربية المشاركة من فلسطين والعراق وسوريا ولبنان والبحرين والاردن بمحوريه حضور من خلال طبيعة مشاركة نوعية في المؤتمر وحضور سياسي متجانس على الرغم من التباينات الايدولوجية للاحزاب لا سيما عندما استطاعت وبمشاركة باكستان الدولة التي ستستضيف المؤتمر في العام القادم على تضمين البيان للمؤتمر واعلان استنا فقرة تؤكد على اهمية حل القضية الفلسطينية استناداً للقرارات الاممية ذات الصلة على اساس حل الدولتين، وفي اللقاء الذي جمعني مع دار خان كالي تابيف النائب الاول لرئيس حزب تور اوتان الحاكم الذي يتزعمه نزار بابيف رئيس الدولة ، اوضح دارخان اهميته العلاقة التي تربط الاردن وكازاخستان في شتى المجالات التنموية والاقتصادية وكما اكد على مدى الحيوية وحسن التأثير كما الاحترام والتقدير التي يحظى بها جلالة الملك في الاوساط الاقليمية والدولية وفي كازاخستان على وجه الخصوص .
الامين العام لحزب الرسالة