متشائلون» باستئناف الحوار وإتمام المصالحة

تم نشره الخميس 01st تشرين الأوّل / أكتوبر 2009 03:39 صباحاً
متشائلون» باستئناف الحوار وإتمام المصالحة
عريب الرنتاوي

يبدو التفاهم بين حماس و"الوسيط المصري" في أحسن حالاته ، برغم الفجوة الواسعة التي تباعد ما بين الجانبين سياسيا وفكريا وتحالفيا ، وبرغم ركام الشكوك والمخاوف والتحسبات المتبادلة.

ولقد ولّد هذا التفاهم توافقا فلسطينيا تلوح إرهاصاته في الأفق ، فالنبرة المتفائلة التي ميّزت خطاب خالد مشعل في القاهرة عقب زيارتيه الأخيرتين لها ، ومناخات الارتياح التي تخيّم على أجواء حماس ، تشير إلى حجم الشوط الذي قطع على هذا الطريق ، بعد أن تبددت عقدة "الموعد المقدس" المضروب في الخامس والعشرين من كانون الثاني ـ يناير القادمة ، وأصبح بالإمكان وضع الانتخابات في سياق المصالحة والانفراج وكتتويج لهما ، لا كوسيلة لكسب جولة في الحرب الدائرة بين الإخوة الأعداء.

عقدة الانتخابات ، قانونا وتوقيتا وإجراءات وضمانات ومناخات ، هي أكثر ما كان يؤرق الحركة ، التي أيقنت كما تقول مصادرها أن حديث الانتخابات ليس سوى كلام حق يراد به باطل ، وأن وراء "الصحوة الديمقراطية" التي تجتاح رام الله ، ما وراءها ، حيث كان الاعتقاد السائد في صفوف الحركة (ولا يزال) يشي بوجود "مخطط" لإخراجها من النظام السياسي الفلسطيني من ذات البوابة الذي دخلت منها إليه: صناديق الاقتراع.

الآن ، وقد نزعت الورقة المصرية "القداسة" عن استحقاق الخامس والعشرين من كانون الثاني ـ يناير القادم ، وتقرر إجراء الانتخابات في الخامس والعشرين من حزيران ـ يونيو المقبل ، وبعد أن تكون عجلة الحوار والمصالحة والتوافق والانفراج قد دارت وتحركت ، فإن الطريق قد باتت ممهدة لإتمام المصالحة ، وإنجاز الاتفاق الفلسطيني الذي انتظرناه طويلا.

ثلاثة صناديق اقتراع ستفتح في يوم انتخابي واحد ، حافل وطويل وتاريخي ، صندوق لاختيار رئيس السلطة ، وثان لاختيار أعضاء المجلس التشريعي وفقا لنظام انتخابي مختلط ، وثالث لاختيار أعضاء المجلس الوطني في الداخل والشتات (مرجح في لبنان وسوريا وبعض المغتربات البعيدة) ، وفقا لقاعدة التمثيل النسبي الكامل ، على أن تتوفر لهذه العمليات الثلاث المتزامنة ، ضمانات النزاهة والشفافية والحياد اللازمة ، لا لضمان سير العملية الانتخابية ومجرياتها فحسب ، بل ولجهة احترام النتائج التي ستسفر عنها أيا كانت ، وهذا هو الأهم.

كما أن ملفات عالقة ، أمنية وحكومية وغيرها ، ما زالت بحاجة لبعض اللمسات الأخيرة التي سيضعها الوسيط المصري خلال الأيام التي تفصلنا عن استحقاق الثامن عشر من تشرين الاأول ـ أكتوبر الجاري ، حيث من المقرر أن تجتمع الفصائل جميعها في القاهرة ، للتوقيع على الورقة المصرية في صيغتها النهائية ، وهي غير الصيغة التي جرى توزيعها على الفصائل مؤخرا.

هذه هي الصورة حتى الآن ، وهي صورة تبدو في ظاهرها ، زاهية وباعثة على التفاؤل ، بيد أن تجارب الأمس القريب والبعيد تدفع المراقب الحصيف دائما إلى توخي التحفظ والحذر ، فثمة مسارات أخرى قد تتعارض مع هذا المسار ، منها على سبيل المثال حصول تقدم في المفاوضات المباشرة وغير المباشرة التي تديرها السلطة مع حكومة نتنياهو ، وبالأخص عبر جورج ميتشيل ، ومنها أيضا ، تحرك "اللوبي" المناهض للوحدة الوطنية في رام الله ، ومنها "قوة الأمر الواقع" في قطاع غزة ، ومنها مآلات الحوار أو الصدام بين إيران والمجتمع الدولي.

كثيرة هي الأفخاخ والمصائد التي ما زالت تعترض طريق الحوار والمصالحة الواقعي ، بيد أن إحساس الديبلوماسية المصرية المتزايد بالحاجة لإدماج حماس في العملية السياسية وإعادة ربط القطاع بالضفة ، حتى لا يصبح "حبة البطاطا" الساخنة التي تحترق بها أصابعها ، هو ما يدفع هذه الدبلوماسية لاتخاذ مواقف أكثر توازنا واتزانا في نهجها "التوسطي" ، وهو إحساس تغذيه وفقا لمصادرنا ، مخاوف تنتاب القاهرة ، من مغبة تفاقم نفوذ "اتجاهات التغريب" داخل السلطة والمنظمة ، وتبدو مطمئنة بأكثر مما ينبغي لـ"الحليف الدولي" عموما والأمريكي على وجه الخصوص ، ما يضعف حاجتها "للشقيق العربي" حتى وإن كان شقيقا كبيرا أو شقيقة كبرى.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات