علم

هناك أغنية وطنية جديدة تبث في الاذاعات تقول كلماتها: يا حلاتك يا وطنا يا حلاتك نعشق النسمة اللي تجي من تلاتك يا وصاة الوالد بيوم اشار على علم واتشهد وقلي وصاتك لم افهم المقطع الاول جيدا، ولكن المقطع الثاني يؤكد ان الوالد اشار بسباته الى العلم قال لابنه.. (وصاتك)...
حين توفي والدي كنت معه ولم يكن في غرفة الانعاش أي علم، ان هناك (مورفين) في الوريد وجهازا لقياس نبضات القلب والضغط.. ولم أشاهد أي علم وكان في الغرفة (4) رجال يصارعون الموت... وكلهم انهزموا امامه ولم يشر أي واحد بسباته الى العلم ويقول (وصاتك).
أدعو وزارة الصحة لوضع اعلام في غرف الانعاش.. حتى يتسنى لاي شخص يريد الموت ان يجمع اولاده ويقول لهم (وصاتك).. ولا يوجد مانع من طباعة قانون العلم على جدار الغرف.. في المستشفيات.
في هذا الصدد.. لدي طلب من ابناء المرضى ان يدخلوا عليهم، بالاعلام فمن الممكن ان (ينتكس) المريض في أي لحظة ولا يجد علما بالتالي، تضيع الوصية وتضيع معها عملية رفع السبابة والصراخ (وصاتك)... ولا ضير من ان تقوم المستشفيات بتوزيع أعلام على المرضى (كل واحد علمو)... فعند حدوث أي طارىء يكون العلم جاهزا ويقول الأب (وصاتك).
لدي سؤال مهم لماذا لم يطلب الفني من الأم مثلا ان توصي بالعلم، لنفترض ان المريضة هي الام وليس الأب.
هو مجرد كلام يتم نثره على الورق دون مراعاة لوجع الناس وعواطفها واتجاهاتها... ولا اعرف هل الحالة الوطنية مرتبطة بالاغاني، هل من الممكن ان نزرع الاردن في قلب كل مواطن عبر أغنية تؤكد ان المرحوم قال لابنه بعد ان اشار للعلم (وصاتك)... اذا فعل هذا فهو أب عظيم دخل الى المستشفى وعلمه بيمينه.
حتى الوطنية... تحولت لاحلام ورمانسية علما بانها اصدق الحالات الواقعية وحتى اثير الاعلام والذي يجب ان يكون مقدسا ومصانا من (الهذرمة).. أصبح مدرسة يستطيع فيها أي عابر ان يكذب علينا عبر كلام أشبه (بخرط الكوسا).. على ورق هو الاخر اشبه بالصفيح.
أجبنا وصفي التل لانه واقعي في وطنيته وصادق في انتمائه... والاردن يحتاج لكلام محترم كي نتغنى به وليس الرومانسية شاب .. يحتاج لواقعية في الحب... وليس لكلمات أشبه بسيناريو لفيلم مصري قديم لم تتجاوز تكلفة انتاجه (5) الاف (جنيه).
هناك غياب للرقابة على النصوص ولا بد من اصدار قانون يحمي الذوق العام.
لا نعرف ماذا قد يحدث كارثة ستحل بنا اذا مات الاردني ولم يرفع يده الى علم ويصرخ لابنه الاكبر (وصاتك).
ملاحظة: لضحالة الكلمات اشار كاتبها الى العلم ولم يحدد أي علم..
hadimajali@hotmail