انهم يساعدون نتنياهو

تم نشره الإثنين 05 تشرين الأوّل / أكتوبر 2009 04:12 صباحاً
انهم يساعدون نتنياهو
طاهر العدوان

اطراف عديدة, فلسطينية وعربية ودولية, تسعى لمساعدة نتنياهو بدل الضغط عليه. وإلاّ ما الذي يبرر هذا التهاون الظاهر لكل عين تجاه سياسات رئيس وزراء اسرائيل, بدءاً من الاستيطان وانتهاء بالهجمات (الاسبوعية) على المسجد الاقصى, من قبل المستوطنين والتي تنظم بحماية قوات الاحتلال.

كانت قصة تأجيل التصويت على تقرير جولدستون في مجلس حقوق الانسان الدولي في جنيف هي الصورة الصارخة لهذا التواطؤ المشار اليه من اجل مساعدة نتنياهو. ومبررات الذين يتبنون مثل هذه السياسة لا تصدق من ضحالتها وسذاجتها.

انهم يساعدون نتنياهو بالصمت على مشاريع الاستيطان والتهويد في القدس المحتلة بحجة ان حكومته مهددة بالسقوط اذا ما تراجع عن هذه المشاريع, لان شركاءه في الحكومة من عتاة المتطرفين وغلاة المستوطنين. وهذه ذريعة استخدمها رئيس وزراء اسرائيل في حكومته الاولى قبل اكثر من 10 سنوات من اجل تجنب الضغوط والتهرب من الالتزامات تجاه مسيرة المفاوضات مع الفلسطينيين. وعندما سقطت تلك الحكومة كتب احد الصحافيين الاسرائيليين بأن نتنياهو يحيط نفسه دائماً بالمتطرفين حتى يبدو للآخرين وكأنه حمامة سلام!!.

وانهم, يساعدون نتنياهو على التمادي في محاولات اقتحام المسجد الاقصى, لأنهم قرروا - هكذا - مرة واحدة, بأن عرض هذه الاستفزازات على مجلس الامن الدولي يعني اعطاء رئيس وزراء اسرائيل الذريعة بأن يتملص من (ضغوط اوباما), ان وجدت, فقد يقول للرئيس الامريكي, لم تعد القضية من شأنك دعها لمجلس الامن الذي لا تساوي قراراته شيئا عند اسرائيل!!

وانهم يساعدون نتنياهو, في فرض شروطه التفاوضية مسبقاً وبقوة على الجانب الفلسطيني, عندما اطاحوا بالفرصة السانحة في جنيف, حيث وُضع قادة اسرائيل لأول مرة على لائحة مرتكبي الجرائم ضد الانسانية. وحجة هؤلاء, في هذه النقطة, مساعدة الرئيس الامريكي اوباما, الذي لا يريد ازمة طارئة تعترض (ضغوطه) على نتنياهو. ومرة اخرى ان وجدت, وفي ذلك على حد قول هؤلاء وهؤلاء الإضرار بالفرصة التاريخية التي يعمل عليها اوباما من اجل (نصرة) القضية الفلسطينية!!

هكذا, يتواصل مسلسل المساعدات الطارئة ل¯ نتنياهو, ولا نرى لكل تلك التبريرات التي يقدمونها اية نتائج ملموسة تؤشر على ان هناك املا للفلسطينيين, ليس في مسألة قيام الدولة العتيدة فقط, ولكن في مسائل وقضايا اقل اهمية, مثل انهاء الحصارات والتوقف عن مصادرات الاراضي ووقف الجدار العازل او التوقف عن عمليات القتل والاعتقال اليومية في غزة والضفة.

ما نراه عملياً, وعلى الارض, وبملء البصر والسمع, تمادي نتنياهو وعصابته الحكومية في الذهاب الى اقصى نقطة في استباحة كل شيء يرتبط بحقوق ووطن وكرامة وحياة الفلسطينيين. وفيما نسمع من (يهمس للاعلام) و (يسرب للصحافة) بأن الامور عال العال, وان نهاية هذا العام ستكون مشمشية فإننا لا نصحو ولا ننام الا على خبر آخر يتعلق بمستوطنة جديدة, او هجوم على الاقصى, او قتل وجرح قائمة جديدة من الفلسطينيين, ثم اخيراً, هناك تطبيل وتزمير, بأن المصالحة الفلسطينية باتت على الابواب, وهي اخبار من نوع »اهرش رأسك تكسب مليوناً«.0




مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات