انهم يساعدون نتنياهو

اطراف عديدة, فلسطينية وعربية ودولية, تسعى لمساعدة نتنياهو بدل الضغط عليه. وإلاّ ما الذي يبرر هذا التهاون الظاهر لكل عين تجاه سياسات رئيس وزراء اسرائيل, بدءاً من الاستيطان وانتهاء بالهجمات (الاسبوعية) على المسجد الاقصى, من قبل المستوطنين والتي تنظم بحماية قوات الاحتلال.
كانت قصة تأجيل التصويت على تقرير جولدستون في مجلس حقوق الانسان الدولي في جنيف هي الصورة الصارخة لهذا التواطؤ المشار اليه من اجل مساعدة نتنياهو. ومبررات الذين يتبنون مثل هذه السياسة لا تصدق من ضحالتها وسذاجتها.
انهم يساعدون نتنياهو بالصمت على مشاريع الاستيطان والتهويد في القدس المحتلة بحجة ان حكومته مهددة بالسقوط اذا ما تراجع عن هذه المشاريع, لان شركاءه في الحكومة من عتاة المتطرفين وغلاة المستوطنين. وهذه ذريعة استخدمها رئيس وزراء اسرائيل في حكومته الاولى قبل اكثر من 10 سنوات من اجل تجنب الضغوط والتهرب من الالتزامات تجاه مسيرة المفاوضات مع الفلسطينيين. وعندما سقطت تلك الحكومة كتب احد الصحافيين الاسرائيليين بأن نتنياهو يحيط نفسه دائماً بالمتطرفين حتى يبدو للآخرين وكأنه حمامة سلام!!.
وانهم, يساعدون نتنياهو على التمادي في محاولات اقتحام المسجد الاقصى, لأنهم قرروا - هكذا - مرة واحدة, بأن عرض هذه الاستفزازات على مجلس الامن الدولي يعني اعطاء رئيس وزراء اسرائيل الذريعة بأن يتملص من (ضغوط اوباما), ان وجدت, فقد يقول للرئيس الامريكي, لم تعد القضية من شأنك دعها لمجلس الامن الذي لا تساوي قراراته شيئا عند اسرائيل!!
وانهم يساعدون نتنياهو, في فرض شروطه التفاوضية مسبقاً وبقوة على الجانب الفلسطيني, عندما اطاحوا بالفرصة السانحة في جنيف, حيث وُضع قادة اسرائيل لأول مرة على لائحة مرتكبي الجرائم ضد الانسانية. وحجة هؤلاء, في هذه النقطة, مساعدة الرئيس الامريكي اوباما, الذي لا يريد ازمة طارئة تعترض (ضغوطه) على نتنياهو. ومرة اخرى ان وجدت, وفي ذلك على حد قول هؤلاء وهؤلاء الإضرار بالفرصة التاريخية التي يعمل عليها اوباما من اجل (نصرة) القضية الفلسطينية!!
هكذا, يتواصل مسلسل المساعدات الطارئة ل¯ نتنياهو, ولا نرى لكل تلك التبريرات التي يقدمونها اية نتائج ملموسة تؤشر على ان هناك املا للفلسطينيين, ليس في مسألة قيام الدولة العتيدة فقط, ولكن في مسائل وقضايا اقل اهمية, مثل انهاء الحصارات والتوقف عن مصادرات الاراضي ووقف الجدار العازل او التوقف عن عمليات القتل والاعتقال اليومية في غزة والضفة.
ما نراه عملياً, وعلى الارض, وبملء البصر والسمع, تمادي نتنياهو وعصابته الحكومية في الذهاب الى اقصى نقطة في استباحة كل شيء يرتبط بحقوق ووطن وكرامة وحياة الفلسطينيين. وفيما نسمع من (يهمس للاعلام) و (يسرب للصحافة) بأن الامور عال العال, وان نهاية هذا العام ستكون مشمشية فإننا لا نصحو ولا ننام الا على خبر آخر يتعلق بمستوطنة جديدة, او هجوم على الاقصى, او قتل وجرح قائمة جديدة من الفلسطينيين, ثم اخيراً, هناك تطبيل وتزمير, بأن المصالحة الفلسطينية باتت على الابواب, وهي اخبار من نوع »اهرش رأسك تكسب مليوناً«.0