شموع «دايتون»

تم نشره الثلاثاء 06 تشرين الأوّل / أكتوبر 2009 03:49 صباحاً
شموع «دايتون»
ماهر ابو طير

حين تشعل "رام الله" الشموع تضامنا مع غزة خلال مذبحتها الاخيرة ، تدخل الدنيا نفقا اسود ، فالشموع قد يشعلها البريطانيون والفرنسيون ، والعرب العاربة والمستعربة فقط ، ولا يعقل ان تتضامن "رام الله" مع غزة باشعال شموع ، مثلها مثل الغرباء.

الذين يقولون ان امكانية اشتعال انتفاضة ثالثة مستحيلة ، لان الضفة لم تعد الضفة ، ولان الناشطين في السجون ، ولان الجنرال "دايتون" انتج فلسطينيين جددا ينهالون بالهراوة على اي فلسطيني يحتج ، معهم حق في هذا الكلام ، غير انه كلام لن يثبت امام الحقائق الكبرى. هل يستطيع اهل الضفة ان يتفرجوا مثل عابري السبيل على كل ما يتهدد المسجد الاقصى. هل يستطيع "دايتون" ان يقنع الناس ان المسجد الاقصى ليس مهما ، حتى لو تم نقضه وهدمه حجرا تلو حجر.

اذا كانت غزة محاصرة ، والضفة مهادنة اليوم ، وفلسطينيو الثمانية والاربعين يتخوفون من اي تحرك خشية على حياتهم ووجودهم في قلب الدولة الاسرائيلية ، واذا كان اهل القدس يتم اغراقهم ببطاقات الهوية الاسرائيلية والامتيازات من جهة ، والغرامات من جهة اخرى ، فمن سيدافع عن المسجد الاقصى اذن ، هل ننتظر قبائل جنوب الجزائر ، ام بحارة المغرب ، ام شجعان السند والهند. المشهد يتعقد بطريقة غير مقبولة ولا معقولة ، والخطر يشتد حتى ان المسجد الاقصى لم يجد سوى مائتي شخص ليعتكفوا فيه ويناموا ، من اجل حمايته قبل يومين.

"رام الله" التي اشعلت الشموع تضامنا مع غزة مثلها مثل اي عاصمة عربية ، ليلة رأس السنة الميلادية ، اثبتت كم هو "دايتون" محترف وقادر على انتاج الفلسطيني الجديد ، واقصاء الفلسطيني الاصيل الذي نعرفه. غير ان دايتون ورفاقه يعدون العدة ليوم اسود يتم فيه هدم المسجد الاقصى فلا نجد من يبكي عليه ، ايضا. أليس من واجب العقلاء اليوم ان يتخلوا عن حساباتهم ، لاجل فلسطين ولاجل القدس. أليس من واجب العقلاء اعلان "النفير العام" في فلسطين 48 ، ام ان الخوف من اجراءات اسرائيل ضدهم ، تجعلهم يتراجعون. في كل الاحوال المخطط يقوم على طردهم وترحيلهم. وفي كل الاحوال لن يبقى عرب الثمانية والاربعين في منفعة الحياد المطلق. سيخسرون في النهاية.لكنهم سيكسبون ماهو اثمن واغلى. فلماذا يتفرجون ، وماذا ينتظرون. أليس من الاشرف والافضل ان نتخلص من هذه التقسيمات ، اي الضفة والثمانية والاربعين وغزة ، من اجل المسجد الاقصى والقدس. ما هي الخسائر التي يخشاها البعض. الا يكفي ان تقسيم فلسطين على اساس مجموعات سكانية اثمر الكثير ، امام هذا المشهد ، مالذي نخشاه ، وهل الروح اغلى مما امر الله به.

اخطرمايهدد اسرائيل هو ملايين الفلسطينيين الموزعين على تقسيمات مختلفة. ما لم تسقط هذه التقسيمات ، وتتشابك الجماهير في عمل واحد موحد ، فان الخطر الاكير مقبل بلا شك. اطلاق انتفاضة شاملة زادها كل الفلسطينيين في فلسطين التاريخية المحتلة ، هو الحل الوحيد لوقف اسرائيل عند حدها وحدودها.

الشموع لاتحرر وطنا.

mtair@addustour.com.jo



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات