الرئيس الفلسطيني المسؤول الأول عن فضيحة جنيف

تقارير دبلوماسية عربية تكشف دور عباس في قرار التأجيل
8/10/2009
يبحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن كبش فداء في فضيحة تأجيل التصويت على تقرير غولد ستون. بعض من هم حول عباس سارعوا الى استباق تداعيات الفضيحة وتبرئة ساحتهم قبل ان يلصق بهم العار. نمر حماد مستشار عباس كان اول من بادر الى توضيح موقفه وقال في اجتماع داخلي للسلطة ان عباس طلب منه ابلاغ المندوب الفلسطيني في جنيف بتأجيل التصويت على مشروع قرار حول التقرير ورفض حماد حسب قوله القيام بأي خطوة قبل ان يتسلم كتابا رسميا بهذا الطلب من الرئيس الفلسطيني وكان له ذلك.
ومع اشتداد حملة التنديد والاستنكار بموقف السلطة ورئيسها يحاول بعض المسؤولين فيها شن هجوم مضاد لامتصاص الغضب فبناء على نصيحة مصرية قرر عباس تشكيل لجنة تحقيق داخلية لمعرفة ملابسات ما جرى وظهر صائب عريقات في عدة وسائل اعلام واعلن ان الرئيس الفلسطيني سيكشف بعد عودته من ايطاليا هذا الاسبوع تفاصيل ما جرى في جنيف ويسمي الدول العربية التي دعمت قرار تأجيل التصويت.
عباس يشعر بالعزلة وعندما كان في عمان الاسبوع الحالي لم يخرج لوسائل الاعلام كعادته بعد لقاء الوزيرين المصريين احمد ابو الغيط وعمر سليمان كما انه لم يحظ بلقاء رسمي ومعلن مع اي مسؤول اردني.
يبدو ان لا احد يجرؤ اليوم على الوقوف الى جانب عباس علنا خوفا على سمعته بعد ان فقد مصداقيته وصار في اعين الرأي العام متواطئا مع الاحتلال الاسرائيلي في جريمته.
تعددت الروايات حول الجهة المسؤولة عما جرى في جنيف وتبادلت اطراف عربية وفلسطينية المسؤولية. لكن كواليس الاجتماعات في جنيف قبل التصويت والتي تكشفها تقارير رسمية عربية تؤكد بأن عباس هو من اتخذ قرار التأجيل وطلب شخصيا من مندوبه في جنيف سحب مشروع القرار فورا. ونقل دبلوماسيون عن السفير الفلسطيني قوله ان الادارة الامريكية طلبت من عباس سحب المشروع لانها متأكدة من نجاحه في التصويت. ولم يتخذ عباس قراره هذا الا بعد التشاور مع عدد من زعماء دول شقيقة وصديقة في المنطقة وخارجها.
الرئيس الفلسطيني وكما يبدو من الاتصالات اقتنع بحجة الخارجية الامريكية التي ادعت بأن القرار سيؤثر سلبا على جهود استئناف المفاوضات في المنطقة ويحكم بالفشل على جولة المبعوث الامريكي جورج ميتشل الى المنطقة الاسبوع الحالي.
موقف الدول العربية والاسلامية عموما لم يكن اسوأ من موقف السلطة فهي في المحصلة اخذت بالطلب الفلسطيني ولم تبد معارضة له الا بعد ان كشف مراسل قناة الجزيرة في جنيف فصول الفضيحة.
ثمة اطراف عربية واسلامية تورطت في الجريمة لكن الرئيس الفلسطيني هو المسؤول الاول والاخير عما حصل وينبغي ان يدفع الثمن قبل غيره من المسؤولين الفلسطينيين.0