مركزية الدور ومشروعيته

تم نشره الخميس 08 تشرين الأوّل / أكتوبر 2009 01:30 صباحاً
مركزية الدور ومشروعيته
طاهر العدوان

منذ ان ترأس الملك مجلس السياسات يوم الاثنين انتقل الموقف الاردني, ضد اجراءات التهويد والاعتداءات على المسجد الاقصى, من الدبلوماسية الناعمة وغير العلنية غالبا, الى اللهجة المتشددة والحركة الاكثر فاعلية ضد هذه الاجراءات والاعتداءات.

والمردود الاولي لهذا التطور ارتياح بين اوساط الرأي العام الاردني, الذي سيعبّر غدا, في العاصمة والمحافظات, عن سخطه وغضبه ضد الاحتلال, ونصرة للقدس الشريف من خلال المظاهرات والمسيرات والصلوات.

لكنني, مثل كثيرين غيري في الاوساط السياسية والاعلامية والحزبية والنقابية نتطلع بل نطالب باجراء تعديل جذري وجوهري على مسار السياسة الاردنية. في عدة محاور تتعلق بالقضايا ذات الطابع المؤثر على مستقبل البلد وامنه واستقراره.

نتطلع الى دور قيادي اردني, اكثر حضورا وفاعلية تجاه تطورات القضية الفلسطينية وملفاتها, من بناء علاقات متوازية بين حكومتي رام الله وغزة اي بين فتح وحماس, الى حضور دبلوماسي وسياسي واعلامي اشد وقعا وتأثيرا تجاه معركة مقاومة الاستيطان والتهويد في القدس المحتلة, ليس فقط من باب الالتزام بالقضية المركزية للامة, ولكن من باب ما اصر عليه الاردن الرسمي والشعبي, في معاهدة وادي عربة من دور اردني, في رعاية المقدسات (الاقصى والصخرة والمقدسات المسيحية) وهي رعاية مهددة بالنسف, ازاء ما يجري على الارض من حفريات وانفاق واعتداءات اسرائيلية.

وبالاشارة الى ارتباط القضية الفلسطينية بالاردن في 4 قضايا ذات طابع استراتيجي هي (1) العامل البشري واللاجئون (2) الحدود (3) المياه (4) الأمن. فان طابع المرحلة التي تمر بها القضية من خطر (التصفية) او (التسوية) يفرض ان ينتقل الدور الاردني من كراسي المشجعين والمتضامنين, الى طرح المبادرات وقيادة العمل السياسي على المستوى العربي والدولي, امام كل لحظة خطيرة وحاسمة تنزلق فيها طرق المفاوضات والمساومات بما يهدد عروبة القدس ومقدساتها ويهدد, بمستوى لا يقل خطورة, الامن الوطني الاردني.

واذا كانت مصر قد اكتسبت مشروعية دورها في الوساطة بين الفلسطينيين وحل مشكلة حصار قطاع غزة, لان القطاع على حدودها, ويؤثر حصاره على صورة النظام ومصالحه وامنه. فان الاردن بحكم حدوده الطويلة مع الضفة الغربية, والتزاماته التاريخية تجاه القدس, وعبئه الاكبر من اللاجئين يمتلك مشروعية دور, لا يستطيع احد ان يجادله فيه او ان ينتقص من اهميته, دور قيادي اهم بكثير من ادوار العواصم العربية الاخرى مهما كبرت او صغرت.

لا يتناسب مع حجم الدور الاردني المطلوب, التمسك فقط بشعار الدولتين امام الاجراءات الاسرائيلية لفرض امر واقع خطير, ولا الاكتفاء بالوقوف في الصف العربي الطويل المتمسك بالمبادرة العربية للحل. ذلك ان اي تطور كارثي على ساحة الضفة والقدس المحتلتين, هو بالدرجة الاولى سيؤثر سلبا على الامن والمستقبل الاردني, وهو ما يؤهل عمان لدور مميز عن الجميع, وبما يجعله قياديا مؤثرا, من منطلقه الديمغرافي والتاريخي والقومي والديني.

وفي يد الاردن اوراق عديدة يمتلكها بفضل تراكم سياسة حكيمة ومعتدلة افرزتها مكانة الملك وحركته الايجابية على الساحة الدولية, خاصة علاقات جلالته المميزة مع العواصم صاحبة القرار العالمي, اوراق تجعل الدور الاردني - ان استخدمت - مركزيا وفي طليعة الادوار, وتضع المصالح الاردنية على رأس اجندات جميع الاطراف, وكل ذلك, ستكون له تداعياته الايجابية المؤثرة على الرأي العربي والمحلي, بما يعيد للاردنيين مشاعر يفتقدونها بأهمية بلدهم كطليعة في الدفاع عن قضايا امته والأهم ما يعزز ثقتهم بالمستقبل.0




مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات