إدانة إسرائيل أم إدانة عباس

تم نشره السبت 10 تشرين الأوّل / أكتوبر 2009 10:57 صباحاً
إدانة إسرائيل أم إدانة عباس
د.فهد الفانك

تأجيل مناقشة تقرير جلادستون جاء بموافقة رئيس السلطة الفلسـطينية محمود عباس لأسباب رآها ولا يريد أحد أن يقيـمها، فهو خضع للضغـط الأميركي الذي قال له بصريح العبارة : إما التأجيل أو الفيتـو في مجلس الأمن، أي أن عباس وضع أمام خيارين: واحد سـيء هو التأجيل والثاني أسـوأ وهو قتل التقرير في وقت مبكر، أو صدور قرار يدين الجانبين الإسـرائيلي والفلسطيني بارتكاب جرائـم حرب وذلك من قبيـل (التوازن) حيث كان عـدم التوازن حجـة أميركا الدائمة في قتـل قرارات إدانة إسرائيل في مجلس الأمن، خاصة وأن تقرير جلادستون يسهل صدور مثل هذا القرار ويساوي بين الضحيـة والجلاد على حد تعبير الناطق باسـم حماس.

 

من حق القائد السياسي في الظروف الصعبة أن يأخـذ قرارات لا تعجب الناس على ضوء المعطيات التي أمامه، وبخلاف ذلك فإن القائد إنما يفكر في مصلحته الشخصية وشـعبيته بصرف النظر عن النتائج.

 

يبدو واضحـا أن الرئيس الفلسطيني لا يملك خيارات وأوراقا فلسـطينية أو عربية لفرض الحل المطلوب على إسرائيل، وأن الفرصة الوحيدة المتاحة الآن هو التدخل الأميركي برئاسة باراك أوباما، فلماذا نطلب من عباس أن يجهض هذه الفرصة، ويعطي أوباما عذرا للتملص من التزامه بحجة عدم تعاون السلطة معه، خاصة وأن التأجيل حتى آذار القادم لا يعفي إسرائيل من الإدانـة بل على العكس يبقى التقرير معلقا فوق رأسـها مدة أطول.

 

على الذين رفعوا أصواتهم بالاحتجاج والاتهـام والتخوين أن يقولـوا لنا ماذا كانوا سيفعلون لو لم يحصل التأجيل، وكيف كان الشعب الفلسطيني سيحصل على حقوقه، وإذا كان بمقدورهم أن يفعلـوا شـيئا فلماذا ينتظرون إدانة إسرائيل من قبل مجلس الأمن أو غيره من هيئات الأمم المتحدة.

 

يبـدو من صراخ أصحاب الأصوات العالية في الفضائيات كأن محمود عباس بقبوله تأجيل مناقشـة تقرير جلادستون قد أحبط تحرير فلسـطين الذي كان في متناول اليد. وطالما أن ليبيا ستوصل التقرير إلى مجلس الأمن فسنرى النتائج (الباهرة) التي حاول عباس إفشالها.

 

الظاهرة الصوتية التي نشهدها هذه الأيام ليست وراء إدانة أخرى لإسرائيل تحققت في تقرير جلادستون وأخذ العالم بأسره علما بها، بل إدانـة محمود عباس خدمة لأجنـدة خاصة وكسـبا للشـعبية بأرخص الوسائل.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات