أمن الوطن واستقراره خط أحمر

كعادتهم، يلجأ قادة جماعة الاخوان المسلمين وحزبها السياسي جبهة العمل الاسلامي لافتعال الأزمات والتحريض بهدف البحث عن الشعبية المفقودة التي باتوا عليها بعد ان انكشفت اوراقهم وغدا مستقبلهم السياسي والتنظيمي على كف عفريت بعد ان تصدعت صفوفهم ودبت الخلافات في صفوفهم وهي خلافات لم تعد خافية على أحد لأنها تضعهم أمام الحقائق التي حاولوا الالتفاف عليها تارة بالشعارات وطورا بالظهور بمظهر الضحية ودائما في ادعاء الحكمة واحتكار الحقيقة والوطنية وهم ابعد ما يكونون عن ذلك ولم تكن المظاهرات التي حاولوا ركوب موجتها يوم اول من امس الجمعة سوى التعبير الحقيقي عن نواياهم في اخذ البلاد الى الفوضى وعدم الاستقرار وتعريض الوحدة الوطنية الى المخاطر..
تزامن التحريض وقطع الطرق واستهداف الوحدة الوطنية لم يكن عفويا ولم يأت محض صدفة بل كان في اطار اجندات اقليمية مشبوهة لم تستوعب بعد حجم الاخطار التي تتهدد المنطقة وبخاصة في الموضوع الفلسطيني وهو ما كان حذر منه جلالة الملك عبدالله الثاني طوال الاشهر الماضية وجاءت مقابلته مع صحيفة هاآرتس قبل يومين لتضع حدا لكل محاولات حكام اسرائيل الفوز بالارض والسلام معا وان غياب السلام الشامل والعادل في المنطقة سيعني برودة زائدة في علاقات الاردن باسرائيل.. وان القدس ستبقى كما كانت عربية اسلامية ولن يسمح لأحد بالمساس بالأقصى او تعريضه لأي خطر او تدنيس..
كان على الاخوان المسلمين جماعة وحزبا ان يستخلصوا دروس السنوات الماضية وان يرتقوا في خياراتهم ووسائل عملهم السياسي والشعبي الذي يريدون وراءه استعادة ما فقدوه في الشارع الاردني بخاصة والعربي في شكل عام لأنهم لا يؤمنون بالديمقراطية ولا يتقيدون بقواعدها وهم لا يريدون سوى احداث القلاقل وقيادة الغوغاء وانتهاج التطرف قولا وفعلا، دون ان يرتقوا الى مستوى المسؤولية الدينية والوطنية والاخلاقية ودون ان يراعوا مصالح البلاد والعباد ويدركوا حقيقة ان أمن الوطن واستقراره هو خط احمر غير مسموح لأحد ان يتجاوزه او يتجاهله..
الاخطاء المتتالية التي يرتكبها اسلاميو الاردن، من النوع الخطير الذي لا يمكن السكوت عليه واصرارهم على السير عكس التيار الوطني والبقاء في دائرة الشغب والتحريض والمزايدة لن تجلب لهم الشعبية او الاحترام بل ستزيد من ابتعاد من تبقى حولهم من المخدوعين اضافة الى انهم بذلك يتجاوزون حدود القانون ويعرضون انفسهم للمساءلة وقد حان الوقت لأن يلتزموا القانون وان يرتقوا الى مستوى المسؤولية وان يراعوا المصالح الوطنية العليا وينضموا الى حماة هذا الحمى العزيز ونسيجه الوطني اما عكس ذلك فان التاريخ والشعب لن يرحم أحدا..