التلفزيون: أفكار لخريطة الطريق

أمر إيجابي أن نسمع من قيادات الدولة ومنهم رئيس الوزراء أن
التلفزيون واحد من أدوات الدولة المهمة، لأن هذا ينسجم مع دعوات
عديدة للدولة لأن تستعيد العديد من أدواتها، وهو إيجابي أن تتوجه
الحكومة الى مسار لانقاذ الاداة الإعلامية الاهم وهي التلفزيون،
لكن الاهم ان تصل الامور الى نهايات مثمرة وليس أن تكون تكرارا
لمحاولات اخرى غير مجدية.
ومساهمة في توفير اجابات لبعض ما طرحه الرئيس فإننا نقدم النقاط
الآتية لاننا نعتقد ان التلفزيون مؤسسة مركزية للدولة ولا يغير
من قيمته تجارب سلبية او مراحل ادارية وسياسية سلبية:
1ـ إن المطلوب ليس استراتيجيات مكتظة بالكلام بل خطوات واضحة
واجراءات قابلة للتنفيذ وبرنامج زمني واضح، لان تجاربنا مع
الاستراتيجيات انها قاتلة للعمل وهروب من الحلول.
2ـ إن المطلوب هو تلفزيون اردني، فليس مطلوبا منه منافسة
الفضائيات الاخبارية او الرياضية ذات الموازنات الضخمة، بل
تلفزيون قادر على استقطاب الاردنيين لمشاهدته وان يكون مرجعا لهم في قضاياهم الاردنية في كل المجالات السياسية والاقتصادية
والاجتماعية، وان يكون قادرا على تقديم الاردن بشكل ايجابي
للمشاهدين من الدول الاخرى.
وهذا الهدف واقعي ويتناسب مع الإمكانات المتاحة وخريطة
الفضائيات، لان التلفزيون اليوم لم يعد منافسا لاحد كما انه يفقد
بسرعة كبيرة مرجعيته للاردنيين في قضاياهم المحلية.
3ـ والهدف الآخر هو الموظفين الذين هم بحاجة الى إنصاف على صعيد الرواتب، وعلى صعيد التأهيل والتدريب. وهنا نتحدث عن تدريب عميق في مجال السياسة والأمور الفنية.
واشير هنا الى ضرورة إعطاء الموظف ثقة بنفسه، لان الإدارات تقفز فجأة في مواسم مثل رمضان الى استقدام مذيعات من خارج المحطة لبرامج يثبت انها غير ناجحة. وفي العديد من الامور يكون ابن المؤسسة هو الخيار الغائب، مع ان تأهيلا وتدريبا نوعيا وتقديم
فرص حقيقية كفيلة بالصقل.
ولعل شعور كادر المؤسسة بعدم الإنصاف المالي والمعيشي واحد من
المشكلات المتوارثة عبر الإدارات ولأن التنافس شديد فلا بد من
تقديم حالة إدارية منافسة وإنصاف وحوافز بعيدة عن التمييز
والمحسوبيات.
4ـ أن المصداقية وقوة الأداء ورفع سقف الحريات والتعبير أدوات
ضرورية حتى يستعيد التلفزيون حضوره، وهذا امر يستدعي تقديم نوعية مميزة من البرامج، وشيئا فشيئا تتوفر المصداقية ويجد المواطن ضالته في تلفزيون بلاده على الاقل فيما يخص قضايا الاردن.
5ـ إن الادارات هي جزء أساسي من بناء تلفزيون وطني قوي. ونتحدث عن إدارات تمتلك صلاحيات حقيقية، لان مدير عام التلفزيون اهم بكثير من نصف مواقع الوزراء من حيث التأثير، فلابد من صلاحيات حقيقية، ولابد من دور حقيقي لمجالس الإدارة التي اصبحت شكلية تقريبا. وفي المقابل لابد من رفع مستوى المواصفات للمواقع الكبرى في المؤسسة لتكون شخصيات ذات مستوى سياسي رفيع، وقدرات فنية،
ونزاهة في مجال الإدارة وابتعاد عن صغائر الامور. وان يملك رؤية
واضحة لما يريد فعله.
6ـ اما الاخبار فهي قضية كبرى وأهم ما هو مطلوب ان يدرك أهل
القرار ان التلفزيون الاردني ليس المصدر الوحيد للأخبار، أي ان
يتم رفع سقف صياغة الخبر وطرق المتابعة والتحليل. وأن يكون مذيع الاخبار ليس قارئا بل شخص مؤهل. وللإنصاف فإن هناك كوادر جيدة، لكنّ مزيدا من التأهيل السياسي ضروري.
وصفة ليست سحرية لكنها نقاط نقدمها إجابة عن أسئلة الرئيس.
ونتمنى ان تكون النوايا جادة في انقاذ ذراع سياسي مهم للدولة.
sameeh.almaitah@alghad.jo