الشباب والمشاركة الحزبية

يعد المجتمع الاردني من المجتمعات الفتية الواعدة، اذ يشكل عنصر الشباب الغالبية العظمى من فئاته وكما تعتبر الفئة الشبابية المعدة بشتى العلوم المعرفية والعصرية الاساس المتين الذي تتكئ عليه رسالة البناء الوطني بعناوينها المتعددة والتي تعمل للارتقاء بحالة المجتمع الاردني الى المكانة الافضل حيث تحقق للمواطن تطلعاته وآماله في صيانة حاضره وصناعة مستقبله من خلال مشاركة فاعلة ومسؤوله ومسيرة التنمية والنماء التي يحسب تقدمها بمقدار قدرتها على استيعاب واستثمار طاقات الانسان الاردني وتوظيفه من اجل تحقيق منجز يقدم النموذج الاردني بما يستحق من تقديم ضمن معادلة تمزح بين اصالة الحضارة ومكانة الحداثة في ريادة المستقبل وصناعة التاريخ.
ولعل العمل على تحفيز الشباب واستثمار طاقاتهم يتطلب توظيف الارادة السياسية بما تستحق من توظيف ووضعها في الاتجاه الذي يبدد عنهم مخاوف المشاركة في الحياة الديمقراطية ومؤسساتها المدنية وتهيئة المناخ الايجابي الذي يسمح لهم بالمشاركة ويبرز دور المؤسسة الحزبية في اعداد وتنشئة جيل اردني مؤمن بوطنه ومواطنه، سيما وان جلالة الملك قد شمل برعايته برنامج التنمية السياسية وقدم جلالته العناية والضامنة اللازمة لمجمل مركباتها وعناصرها بما يمكنها ويسر على مؤسساتها المضي قدما تجاه تحقيق الاهداف الوطنية في توسيع القاعدة الشعبية وصناعة القرار وتعزيز علاقة المواطن بصناعة القرار وترسيخ معاني قيم المدنية بحالتها المعاصرة وهو ما يتطلبه العمل على تجسير علاقة الاحزاب والحكومة مع الجامعات كونها مصنع اعداد وتنشئة حملة راية البناء وقادة المستقبل. ان العمل على تنظيم الطاقات الشبابية في داخل المجتمع ضمن اطر ديمقراطية ومؤسسات مدنية قادرة على تأصيل معاني المشاركة قائمة على اساس المواطنة، يعتبر حجر الزاوية في ايجاد مناخات ديمقراطية حاضنة للمكتسبات الوطنية وراعية لتوسيع القاعدة الشعبية وصناعة القرار وعاملة على توظيف الطاقات الشبابية ضمن اسس يراعى معها قيم الانتماء والولاء وضوابط محفزة تساعد الشباب على المشاركة والوقوف عند حيثيات القرار ووجود مؤسسات وطنية حزبية تأخذ من الاردن الوطن دائرة اهتمامها الاولى بما يجسد للمواطن تطلعاته ويصون للوطن منجزاته وتعمل وفق برامج تأخذ بسياسة تراكم الانجاز وتحمل معادلة واقعية تمزج بين الامكانات والتطلعات وهي الصيغ التي يراعى توفرها والعوامل التي تقوم عليها المؤسسة الوطنية الحزبية كاحدى اذرع الدولة التي تسعى لحفظ نسق حراك المجتمع بوسائل ترتقي بالحالة المدنية وتبرز حالة الديمقراطية التعددية بالصورة المنشودة ووفق آليات تقييم تقف على طبيعة حال المنجز الحزبي دونما انتقاص او مزايدة وتظهر استخلاصات ايجاد كيفية ملائمة لدعم مسارنا الديمقراطي بما يستحق من دعم واقتراح وسائل وسياسات تساعد المؤسسة الحزبية على الاستمرار والنهوض، فلدينا تجربة حزبية حديثة تستحق الوقوف عند منجزاتها بموضوعية على الرغم من حداثة عصرها، كونها تقدم ضمن المعطيات والمناخات المتوفر لديها ذاتيا وموضوعيا، وما فتئت تعمل لتعزيز وتقديم نموذجنا الديمقراطي التعددي القائم على معادلة الامن والحرية وتسعى ضمن الامكانات المتاحة لديها لتوسيع القاعدة الشعبية في الحياة الديمقراطية مستهدفة العناصر الشبابية كونهم الامل الذي يشكل نصف الحاضر وكل المستقبل.
حازم قشوع
الامين العام لحزب الرسالة