عمان أغنية فيروزية

جميلة هي في كل الأوقات، جميلة صبحا ومساء ، صيفا وشتاء ،كأغنية فيروزية أدمنها العشاق والمغتربون.. نسمعها على أسرتنا، نكتبها برسائلنا..ندندن بها خلف الشبابيك في أيام العطل ، نعتقها بأعيننا قطوف محبة لتصبح بين شفاهنا نبيذ كلام وشوق..
مساء الخميس..تدهشني في عمان التفاصيل الصغيرة،كتموج الخرز المرصع في ثوب أميرة..مع غروب الخميس ، تسدل عمان ردنيها على ذراعيها وتستريح ..موظف عائد الى شقته بيده جريدة وحلوى للصغار،عامل وطن غسل رأسه ورجليه من ''خابية'' قريبة ، بائع يانصيب يقطف أوراقه عن نصبة الخشب ليعود الى بيته البسيط، سائق سرفيس ''العبدلي- مجمع الشمال'' يصطف أمام بيته في الهاشمي فيستقبله الأولاد بقبل اليدين والشوق، سيارة ''كيا'' تحمل الزوجة والأولاد وتتجه نحو الشمال..تتوقف في جرش، يحمل الابن العائد كيس ''رمان'' وصندوق''جوافة'' الى الأهل هناك...وأخرى تسبق الريح باتجاه الجنوب تحمل تعب الأسابيع والحنين الى جلسة ليلية لا تنتهي...
تختبئ الشمس بين أضلع الجبال نابضة بنور يخفق ولا يغيب..لكنها تبقى تلمع في عيون عسكري مجاز ، يركن رأسه على زجاج الحافلة متكئا على إجازة يومين..في انتظاره وجبة غداء أخرت لأجله ، وتعليلة في بيت ''الختيارية''..وأخوات قادمات من قرى قريبة، وأولاد كثيرون كل يريد حصته من اللعب..يجلس خلفه طالب جامعي قادم من ''مؤته''...يحمل في حقيبته ''غيارات بحاجة الى غسيل'' و ''كتب ثقيلة ودفاتر ''لن يفتحها طيلة الاجازة...
مساء الخميس ، تصغر البيوت ، فتصبح أضواء فقط..ويصغر التعب ويصبح رعشة استمتاع..مساء الخميس تمسح عمان على وجوه العمانين جميعا بكفها الأمومي ''المنجد'' بالغيم..وتتركهم يغفون على ركبتها بتساو وبمحبة عادلة...
***
يقولون ''الأم بتلم''..وعمان ''بتلم'' ايضا..
ahmedalzoubi@hotmail.com