عن الأغنية الأردنية!!

الأغنية الأردنية تقبع منذ سنوات في آخر الأغاني العربية كلمة وأداء، أما فيما يتعلق بالموسيقى فلست على درجة من الفهم بحيث أستطيع الحكم لها أو الحكم عليها، وقبل شهور كثيرة سمعت عن تشكيل لجنة خاصة لدراسة واقع الأغنية الأردنية، ولم اسمع فيما بعد، عما اذا كانت اجتمعت ودرست وتوصلت إلى توصيات وقرارات.
والأغنية الأردنية أغنية استثمارية تقوم كلماتها على أسباب للحصول على موافقة أدائها وتسجيلها، ولا أهمية لتميز أو عدم تميز صوت المؤدي، طالما ان هذا المؤدي مقبول بدرجة ممتاز بسبب الكلمات التي تقوم وتنهض على موضوعها، بمعنى آخر ان غالبية أغانينا خلال السنوات الاخيرة - حتى لا أزعم - خلال العقود الاخيرة، تنطلق من رؤية مثيرة للشفقة تنهض على وهم اننا في حالة حرب ضروس مع أعداء بلا عدد، كما ذهبت بعض الدوائر والمؤسسات إلى استدراج أغان خاصة بها ، ولأن الأغنية تعبير عن فكر ومشاعر تظل كل هذه الأغنيات في قائمة ما تحت الصفر كلمة واداء وحتى قيمة مكافأة.
إن بعض أغنياتنا الوطنية لا ترقى ولا تقترب مجتمعة من أغنية واحدة لمارسيل خليفة أو جوليا بطرس، فهذان مقاتلان حقيقيان على جبهة الوطن، وكما قدمهما اداؤهما إلى عقول وملايين العرب فقد قدما هما بهذا الاداء احتراما عميقا للأغنية الوطنية الانسانية.
انني لا اعرف ما اذا كان المغنون الأردنيون يلبون الدعوات للغناء في حفل خاص أو حفل عام، وبمقابل مالي متواضع، كما لا اعرف كم منهم يقبل أو يرفض كلمات أغنية؟ فالمتلقون يحفلون بالكلمات ويشيرون بجودتها أو سوئها لمؤديها وليس لردود الفعل العامة على أغنية سمعوها من هذا المطرب أو ذاك، ولا اعتقد ان فايدة كامل أو عبدالحليم حافظ حرصا على ان يؤديا اغانيهما الوطنية في كل الحروب التي خاضتها مصر العظيمة بزي عسكري أو شرطي، أو زي عامل، ومع هذا كانت اغانيهما ولم تزل الأكثر اهمية والاكثر تقديرا لدى الشارع العربي كله.
الكثير من اغانينا الوطنية تشبه إلى حد بعيد بعض افتتاحيات الصحف ، ولا اعتقد ان واحدة منها ستظل في ذاكرة الأردنيين وعلى شفاههم فترة طويلة، وفي اغانينا نفتقد المشاعر الوطنية العميقة كما نفتقد الابعاد الانسانية المغلفة بأنبل القيم والعادات والدفء والتكافل والطفولة وعظمة المرأة الإبنة والزوجة والحبيبة والطبيبة حيث الأيدي التي تهز السرير فتهز العالم بعد سنوات.
kmahadin@hotmail.com