بائعات الهوى

بت ترى بائعات الهوى يتمايلن ، جهارا نهارا ، في عمان ، دون ادنى خجل ، بائعات الهوى اللواتي يدخلن البلد باسم فنانات ونادلات ، ويعملن في نواد ليلية ، ولا يخرجن الا ليلا ، مثل الوطاويط ، بتن يتجولن في ظهيرة عمان ، ولا يجرؤ احد على سؤال احداهن عما تفعله.
جهارا نهارا ، في كل مكان ، يخرجن للتسوق ، ولشرب فنجان قهوة على حساب زبائن الليل ، وعمان التي فيها مئات النوادي الليلية ، تعرف القصة ، ولم تعد سرا ، والامن العام يلاحق الظاهرة ، فيما اصحاب النوادي الليلية يحتجون لدى جهات ذات صلة بالسياحة ، من ان الامن العام يؤثر على نشاط النوادي الليلية ، وان الامن العام ، يضايق النوادي ، فيضطر مسؤولون على صلة بالسياحة ان يوصلوا الرسالة الى الامن العام ، مع الرجاء بتخفيف حملات المراقبة والمتابعة،،.
الذين يريدون فتح البلد امام بائعات الهوى المستوردات من الخارج ، يخالفون اولا هوية البلد الدينية ، ويتاجرون بالبشر بشكل واضح ، وهذا ايضا مخالف لكل القوانين الدولية ، فالاتجار بالبشر يبدأ من لحظة دخولهن الى الاردن ، لممارسة مهنة يعرفن عنها ، او لا يعرفن عنها مسبقا ، فهناك شبكات كاملة تخطط وتمول هذه النشاطات ، وهي شبكات بحاجة الى تفكيك ، لان السموم التي يتم بثها في العصب العام ، قاتلة ومؤذية ، وقد قيل فيها الكثير دون ان يسمع احد ، بل على العكس يهزأ بك من تثير معه هذا الموضوع ، باعتبارك رجعيا وغير متنور ، ومنغلقا.
ما الذي استفدناه من هكذا اسالة للاخلاق غير الحميدة في البلد؟. النص الديني واضح ويتحدث عن غضب الله ، وعن الضنك المعيشي ، وعن اشياء اخرى اذا ظهر الفساد على قارعة الطريق ، واذا كان البعض لا يريد ان يستمع الى النص الديني فلماذا يصلون ويصومون او يزوجون اولادهم وفقا للدين الاسلامي ، فالاسلام لا يتجزأ ، وهو حزمة واحدة ، لا يحق لك ان تقسمه الى اشياء تأخذها واشياء لا تأخذها ولا تصدقها ، ايضا ، وعلى هذا فان النص الديني ، واضح بتلك الاشارات حول ما سيجري اذا عم الفساد الاخلاقي.
كل ما نكسبه بالحرام ، نخسر مقابله بالحلال ، اضعاف ما كسبناه ، ولو تأملنا كلف الانفتاح السياحي ، وغير ذلك من سياسات لوجدنا اننا عدنا الى الوراء ، اقتصاديا واخلاقيا.لم نكسب عمليا.بل خسرنا الكثير.هل كل هذا الضنك المعيشي وتفشي الامراض ، ونزع البركة من البشر والشجر ، دون سبب ، انها نتيجة طبيعية لكثير من السياسات ، حتى لا يبقى من يتهم المحتج بأنه صاحب عقل بدائي ، ونزعة متخلفة ، وانه يترك كل القضايا الاهم ، ويبيع الفضيلة على الناس ، بل ان احد المعلقين ذات مرة ابرق لي قائلا ان فتح هذه المواضيع يشوه سمعة البلد ، فكدت ارد عليه واقول له ان من يترك هذه الممارسات ومن يسمح بها هو الذي يشوه سمعة البلد ، وليس انا.
البحيرة النظيفة التي تعكرت ببائعات الهوى ، لا تسألوا عن طعم مائها الاسن ، واسألوا عمن لوث مذاقها من وجوه صفراء وحمراء وسمراء ، وما بينهن من سماسرة و"ابناء حلال" يقومون بجلب هذه الوجوه.
mtair@addustour.com.jo