بائعات الهوى

تم نشره الأربعاء 28 تشرين الأوّل / أكتوبر 2009 02:10 صباحاً
بائعات الهوى
ماهر ابو طير

بت ترى بائعات الهوى يتمايلن ، جهارا نهارا ، في عمان ، دون ادنى خجل ، بائعات الهوى اللواتي يدخلن البلد باسم فنانات ونادلات ، ويعملن في نواد ليلية ، ولا يخرجن الا ليلا ، مثل الوطاويط ، بتن يتجولن في ظهيرة عمان ، ولا يجرؤ احد على سؤال احداهن عما تفعله.

جهارا نهارا ، في كل مكان ، يخرجن للتسوق ، ولشرب فنجان قهوة على حساب زبائن الليل ، وعمان التي فيها مئات النوادي الليلية ، تعرف القصة ، ولم تعد سرا ، والامن العام يلاحق الظاهرة ، فيما اصحاب النوادي الليلية يحتجون لدى جهات ذات صلة بالسياحة ، من ان الامن العام يؤثر على نشاط النوادي الليلية ، وان الامن العام ، يضايق النوادي ، فيضطر مسؤولون على صلة بالسياحة ان يوصلوا الرسالة الى الامن العام ، مع الرجاء بتخفيف حملات المراقبة والمتابعة،،.

الذين يريدون فتح البلد امام بائعات الهوى المستوردات من الخارج ، يخالفون اولا هوية البلد الدينية ، ويتاجرون بالبشر بشكل واضح ، وهذا ايضا مخالف لكل القوانين الدولية ، فالاتجار بالبشر يبدأ من لحظة دخولهن الى الاردن ، لممارسة مهنة يعرفن عنها ، او لا يعرفن عنها مسبقا ، فهناك شبكات كاملة تخطط وتمول هذه النشاطات ، وهي شبكات بحاجة الى تفكيك ، لان السموم التي يتم بثها في العصب العام ، قاتلة ومؤذية ، وقد قيل فيها الكثير دون ان يسمع احد ، بل على العكس يهزأ بك من تثير معه هذا الموضوع ، باعتبارك رجعيا وغير متنور ، ومنغلقا.

ما الذي استفدناه من هكذا اسالة للاخلاق غير الحميدة في البلد؟. النص الديني واضح ويتحدث عن غضب الله ، وعن الضنك المعيشي ، وعن اشياء اخرى اذا ظهر الفساد على قارعة الطريق ، واذا كان البعض لا يريد ان يستمع الى النص الديني فلماذا يصلون ويصومون او يزوجون اولادهم وفقا للدين الاسلامي ، فالاسلام لا يتجزأ ، وهو حزمة واحدة ، لا يحق لك ان تقسمه الى اشياء تأخذها واشياء لا تأخذها ولا تصدقها ، ايضا ، وعلى هذا فان النص الديني ، واضح بتلك الاشارات حول ما سيجري اذا عم الفساد الاخلاقي.

كل ما نكسبه بالحرام ، نخسر مقابله بالحلال ، اضعاف ما كسبناه ، ولو تأملنا كلف الانفتاح السياحي ، وغير ذلك من سياسات لوجدنا اننا عدنا الى الوراء ، اقتصاديا واخلاقيا.لم نكسب عمليا.بل خسرنا الكثير.هل كل هذا الضنك المعيشي وتفشي الامراض ، ونزع البركة من البشر والشجر ، دون سبب ، انها نتيجة طبيعية لكثير من السياسات ، حتى لا يبقى من يتهم المحتج بأنه صاحب عقل بدائي ، ونزعة متخلفة ، وانه يترك كل القضايا الاهم ، ويبيع الفضيلة على الناس ، بل ان احد المعلقين ذات مرة ابرق لي قائلا ان فتح هذه المواضيع يشوه سمعة البلد ، فكدت ارد عليه واقول له ان من يترك هذه الممارسات ومن يسمح بها هو الذي يشوه سمعة البلد ، وليس انا.

البحيرة النظيفة التي تعكرت ببائعات الهوى ، لا تسألوا عن طعم مائها الاسن ، واسألوا عمن لوث مذاقها من وجوه صفراء وحمراء وسمراء ، وما بينهن من سماسرة و"ابناء حلال" يقومون بجلب هذه الوجوه.

mtair@addustour.com.jo



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات