تراجع أرباح 70 شركة بنسبة 29%

المدينة نيوز- جاءت نتائج الشركات خلال الربع الثالث من العام الحالي ضمن التوقعات في أغلبها لتعكس حالة التباطؤ الاقتصادي التي تشهدها البلاد جراء تداعيات الأزمة المالية العالمية.
ولعل بعض النتائج أظهرت بيانات مالية اعتبرت أفضل من التوقعات، بتجاوزها الخسائر وقلبها إلى أرباح كما فعلت الملكية الأردنية بتحقيقها ربحاً صافياً بلغ 25.5 مليون دينار مقارنة بخسارة صافية مقدارها 3.8 مليون دينار للفترة نفسها من عام 2008.
وأظهرت دراسة تجميعية بالتعاون مع شركة سنابل الخير لنتائج 70 شركة أفصحت عن نتائجها للربع الثالث حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا أول من أمس عن أرباح بمقدار 396.35 مليون دينار مقارنة مع 559.913 مليون دينار لنفس الفترة عام 2008، أي بتراجع 29%.
غير أن غالبية الخبراء يؤكدون أن أسعار الأوراق المالية قد استوعبت مسبقا النتائج المالية التي تظهر بأقل مما تحقق في العام السابق، خصوصا أن مؤشر بورصة عمان أنهى العام الماضي على تراجع بنسبة 25% من حيث القيمة السوقية، بالإضافة إلى بقائه متراجعا بنسبة 5% حتى نهاية الربع الثالث من العام الحالي، متجاهلا الارتفاعات التي طرأت على معظم أسواق المال العربية والعالمية.
ويأتي تزويد الشركات للبورصة بالبيانات ربع السنوية المراجعة التزاماً منها بأحكام تعليمات إدراج الأوراق المالية في بورصة عمان لسنة 2004، حيث شددت هذه التعليمات على ضرورة قيام الشركات المدرجة في السوق الأولى بإعداد بيانات ربع سنوية مراجعة من مدققي الحسابات وذلك خلال شهر من انتهاء الربع المعني كحد أقصى.
وقال الخبير المالي خالد زعرب "على الرغم من التراجع في نتائج العديد من الشركات، إلا أن الظروف تختلف تماما عن 2008، قبل حدوث الأزمة المالية العالمية وتداعياتها على الأسواق المالية".
ووصلت نسبة تراجع القيمة السوقية لأسعار الأسهم المدرجة في بورصة عمان إلى 8.4% منذ بداية العام الحالي، حيث بلغت 23.3 بليون دينار.
وتوقع خبراء ومتعاملون في السوق المالية لـ"الغد" في وقت سابق أن تتراجع أرباح البنوك في نهاية الربع الثالث بنسبة تتراوح بين 25% و30%، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
ولفت هؤلاء إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار، عند مقارنة الأرباح، الظروف التي كانت تسود الأسواق وموجة الصعود قبل أن تلقي تداعيات الأزمة المالية العالمية بظلالها على مختلف القطاعات الاقتصادية العالمية.
وقال مدير عام كابيتال للاستثمارات سامر سنقرط "اعتدنا خلال السنوات الماضية ظهور النتائج مبكرا، لكن التأخير حتى الأسبوع الأخير من موعد تسليم نتائج الربع الثالث يدل على أن النتائج غير مرضية، وهو ما ظهر في العديد من تلك النتائج".
إلى ذلك، استطاعت الأسواق العربية أن تنهي التسعة أشهر الماضية، في 30 أيلول (سبتمبر) الماضي على ارتفاع جماعي باستثناء بورصتي عمان والبحرين، حيث تصدرت البورصة المصرية الارتفاعات بنسبة 47.1%، تلتها سوق دبي مرتفعة بنسبة 33.90%، تلتها السوق السعودية مرتفعة بنسبة 31.60%، تلتها سوق أبوظبي مرتفعة بنسبة 30.72%، تلتها سوق مسقط بنسبة 20.79%، تلتها السوق الفلسطينية مرتفعة بنسبة 12.96%، تلتها السوق القطرية مرتفعة بنسبة 7.70%، وأخيرا السوق الكويتية التي ارتفعت بنسبة 0.45%. وجاءت سوق البحرين وحيدة بتراجع نسبته 13.83%.
وتراجعت أرباح البنوك بنسبة 25% خلال النصف الأول من العام الحالي، إذ انخفض مجموع أرباحها إلى 297.7 مليون دينار مقارنة مع 400 مليون دينار، باستثناء أرباح مجموعة البنك العربي.
وأشار سنقرط إلى أن العديد من المستثمرين يكون لديهم بعض الأفكار عن النتائج في ظل التسريبات أو التكهنات التي تصل إلى المتعاملين.
ويبدي مدير دائرة الوساطة في شركة البلاد للأوراق المالية طارق المحتسب تفاؤله في المرحلة المقبلة، مستندا في ذلك إلى تحسن نتائج الشركات في الربع الثالث مقارنة بالربعين الأولين من العام الحالي.
ويتوقع المحتسب ان تزداد وتيرة عمليات بناء المراكز كلما اقترب الربع الأخير من العام الحالي، في ظل عمليات هبوط الأرباح والعائد الذي سيتحقق في المدى المتوسط على المستثمر.