شطرنج بلون واحد

كما يلتهم فيل الشطرنج، جندي أعزل على رقعة خالية تماما من الندية..أزاحوها خارج ''مربعها''....بهذه السهولة، طرد المستوطنون تلك المسنة ''رفقة الكرد'' من بيتها في القدس..مجتازين كل ''مربعات'' الصمت العربي الأسود...
كانت تشكو للكاميرا...معتقدة أن فوهة ''الفلاش'' هي ذاتها ''فوهة البندقية'' التي ستعيد لها حقها...تكلمت كثيرا وكثيرا..عن تاريخ العائلة ومحبتها للقدس، وعن أولئك المستوطنين الذين احتلوا غرفتها ورقصوا على شرفتها، وشتموا كل العرب من نافذتها، كانت تريد أن توجه نداء عاجلا للزعماء العرب كما جرت العادة..لكن الكاميرا انسحبت إلى خبر آخر تبعه فاصل إعلاني، ودعاية مطمئنة تقول : ''تحركي بحرية..بفوط جافة طوال النهار''.
انتهت نشرة الأخبار..بينما ''رفقة الكرد'' ظلت هناك برفقة الرصيف مثل ''كنبة'' مكسورة، أو قطعة أثاث تالفة تنتظر بائع خردة مبتدئ..أو بعثة أممية تصرف لها معونة يومية ''كوب أرز ورغيف''..ترى من يأوي بضاعة مسروقة، من يقتني أحلاما مستعملة، من يهتم بولولات بسعر الجملة...من سيلتفت الى ''رفقة''...والى مئات العائلات المنسولة من ثوب القدس ومن شال ''رفقة''...
ما دامت اللعبة منتهية..ورقعة الشطرنج بلون واحد،إذن لم هذه المطاردة من مربع الى مربع..ومن بيت إلى بيت..ومن مدينة إلى مدينة..ومن مأساة الى مأساة..لماذا الكلام عن طاولة مفاوضات او طاولة مصالحة لا فرق..بينما بيوت القدس تفرغ بيتا بيتا، وحجرة حجرة...هل سننتظر حتى يطبقون ضلفتي الرقعة على أنفاس ''البيدق'' الأوحد...ثم نصلي بعدها كي يبعث ''غولدستون'' من جديد؟؟!...
اقلبوا الطاولة الآن..فلا قواعد للعبة...
ahmedalzoubi@hotmail.com