اجابات اردنية على 3 قضايا راهنة

يقدّم حديث الملك الى صحيفة الحياة الصادرة في لندن ما يكفي من الاجابات على الموقف الاردني من التطورات الاخيرة على ملف القضية الفلسطينية.
ما يتعلق بقرار الرئيس الفلسطيني بعدم الترشح للانتخابات المقبلة قال الملك انه مع استمرار ابو مازن في رئاسة السلطة حتى لا ينشأ فراغ يعطي الاسرائيليين ذرائع للادعاء بانه لا يوجد شريك فلسطيني للتفاوض معه.
وحول الاستيطان والمفاوضات قال الملك: »اذا لم يتحقق مطلب تجميد الاستيطان لبدء المفاوضات يجب ان تكون هناك ضمانات امريكية ودولية ملزمة ومكتوبة من خلال الامم المتحدة تؤكد ان المفاوضات ستعالج كل قضايا الوضع النهائي, الحدود, القدس, اللاجئين«.
ومن الواضح ان الاردن يحبذ استئناف المفاوضات, إمّا بشرط وقف الاستيطان, الذي يبدو انه اصبح عسير المنال بسبب الرفض الاسرائيلي له, وهو رفض قاوم ضغوط الادارة الامريكية ونجح في اجبار اوباما على التراجع عنه بمساندة من اللوبي الصهيوني الذي فتح منذ آب الماضي معركة مفتوحة ضد اوباما لاجباره على عدم ممارسة الضغوط على نتنياهو.
ولأن, هذا الشرط لم يعد ممكنا, فإن الاردن, كما اوضح الملك, يؤيد الاقتراحات التي تدعو الى تقديم ضمانات امريكية ودولية بأن تنتقل المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين الى قضايا الوضع النهائي, الحدود, اللاجئين, القدس, المياه. وهي فكرة تم تداولها, امريكيا وعربياً واوروبياً, على قاعدة ان مشكلة الاستيطان سيتم حلها اذا ما تم الاتفاق على رسم حدود الدولة الفلسطينية المنشودة.
ان وضع اكثر من خيار لمواجهة الرفض الاسرائيلي لوقف الاستيطان, مثل الانتقال الى مفاوضات الوضع النهائي, بعث القلق والخوف في اوساط القيادة الصهيونية, وكانت صحيفة هآرتس قد ذكرت هذا الاسبوع ان نتنياهو سارع بالسفر الى واشنطن بعد تزايد التوقعات باعلان اتفاق امريكي - اوروبي يعترف بدولة فلسطينية على اساس حدود .1967
وهذا ما يفسر الحاح نتنياهو على طلب مقابلة اوباما, حيث اظهر الرئيس الامريكي عدم الرغبة في لقائه متعللا بانشغالاته, وقد وصفت الصحف الاسرائيلية الصادرة امس ان نتنياهو أذل نفسه وهو يطلب هذا اللقاء.
ان الموقف الاردني الذي اعلنه الملك بالانتقال الى الخيار الثاني في حال استمرار الموقف الاسرائيلي برفض الاستيطان, اي الذهاب الى مفاوضات الوضع النهائي وفق جدول زمني محدد, لا يعتبر تراجعا عن »شروط بدء المفاوضات«, انما يمثل خطوة تصعيدية تغضب حكومة تل ابيب وتثير المخاوف من حصول اتفاق دولي حول حدود الدولة الفلسطينية والاعتراف بها اذا واصل نتنياهو تجاهل ارادة المجتمع الدولي.
هناك من المراقبين, من اكد منذ البداية, ان ما يثير مخاوف الحكومة الاسرائيلية, ليس وقف الاستيطان فقط, انما دعوة اوباما المتكررة للدخول فوراً في مفاوضات الوضع النهائي. لان هذه الدعوة تعارض النهج الاسرائيلي المعتمد باطالة امد المفاوضات العبثية مع الفلسطينيين, وتأجيل قضايا الحل النهائي الى اجل غير مسمى كتعبير عن رفض مُبَيّت ومتعمد الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس.0